زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٩٣
وآله وسلم. خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقالوا: إنا سنكون معكم عليهم حتى نستأصلهم. فقالت لهم قريش: يا معشر اليهود. إنكم أهل الكتاب الأول.
فديننا خير أم دين محمد؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه. فأنتم أولى بالحق منه. فسر قريشا " ما قالوا. ونشطوا بما دعوهم إليه فأجمعوا لذلك واستعدوا له. وفي هؤلاء أنزل الله تعالى (ألم تر إلى الذين أتوا نصيبا " من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا " - إلى قوله تعالى - وكفى بجهنم سعيرا ").
ثم خرج أولئك النفر من اليهود حتى جاؤوا غطفان فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبروهم إنهم سيكونون عليه وأن قريشا " قد بايعوهم على ذلك. فأجابوهم فخرجت قريش وقائدهم أبو سفيان بن حرب. وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصين في فزارة، والحارث بن عوف في بني مرة، ومسعر بن جبلة الأشجعي فيمن تابعه من الأشجع.
وكتبوا إلى حلفائهم من بني أسد. فأقبل طليحة فيمن اتبعه من بني أسد. وكتب قريش إلى رجال من بني سليم فأقبل أبو الأعور السلمي فيمن أتبعه من بني سليم مددا لقريش.
فلما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرب الخندق على المدينة. وكان الذي أشار إليه سلمان الفارسي ولما فرغ رسول الله من الخندق. أقبلت قريش حتى نزلت بين الجرف (1) والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تابعهم من بني كنانة وأهل تهامة، وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد حتى نزلوا إلى جانب أحد. وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى

(1) وكان خارج المدينة.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست