زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٩٠
حركة اليهود تجاه الدعوة الخاتمة:
كانت طوائف من اليهود قد هاجرت من بلادها إلى الحجاز وتوطنوا بها وبنوا فيها الحصون والقلاع. وزادت نفوسهم وكثرت أموالهم وعظم أمرهم. وكان في مقدمة الذين هاجروا كبار الأحبار. وكانت مهمتهم تنحصر في البشارة بالنبي الخاتم الذي يبعثه الله من أرض الحجاز، وعندما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ينصت الذين كفروا من بني إسرائيل لصوت الحجة الدامغة. وصدوا عن سبيل الله قال تعالى (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (1).
ولما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ودعاهم إلى الإسلام استنكفوا عن الإيمان به، وكان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود:
بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة. وهؤلاء كانوا يقيمون في قراهم المحصنة. وتفرع من هذه البطون أقوام سكنوا خيبر وفدك ووادي القرى.
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صالح اليهود وعاهدهم بكتاب بينه وبينهم. ولكن اليهود لم يحفظوا العهد ونقضوه. وكان هذا مقدمة لغزو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقراهم المحصنة.
وروي أن بني قينقاع نكثوا العهد في غزوة بدر. فسار إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد بضعة وعشرين يوما " من وقعة بدر. فتحصنوا حصونهم فحاصرهم أشد الحصار فبقوا على ذلك خمسة عشر يوما ". ثم نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفوسهم وأموالهم ونسائهم وذراريهم. فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن

(1) سورة البقرة آية 89.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست