حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ١٠
معروفة موجودة هي أم غير معروفة ولا موجودة قيل: بل هي معروفة موجودة عند أهلها (1).
وعلى أي حال فقد شاعت في عصر الامام تساؤلات كثيرة عن علل بعض البحوث الكلامية كما شاعت تساؤلات أخرى عن الحكمة في تشريع بعض الأحكام الشرعية وهناك تساؤلات أخرى عن أحوال الأنبياء وشؤون الأمم الماضية وقد عرضت على الإمام الرضا (عليه السلام) فأجاب عنها وقد عرض عليه كوكبة منها محمد بن سنان كما سمع الفضل بن شاذان جملة منها من الإمام (عليه السلام) وفيما يلي عرض لها:
المسائل الكلامية:
أما المسائل الكلامية التي ذكر عللها الإمام (عليه السلام) فهي:
أ - الحكمة في أمر الخلق بالاقرار بالله:
وأدلى الإمام (عليه السلام) بالحكم الوثيقة التي من أجلها وجب على العباد الاقرار بالله تعالى، وبرسله وبما جاء من عنده، قال (عليه السلام):
فإن قال قائل: لم أمر الخلق بالاقرار بالله، وبرسوله، وحجته وبما جاء من عند الله عز وجل؟...
وأجاب الامام بما يلي:
قيل: لعلل كثيرة منها إن من لم يقر بالله عز وجل ولم يجتنب معاصيه ولم ينته عن ارتكاب الكباير ولم يراقب أحدا فيما يشتهي، ويستلذ من الفساد والظلم وإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب كل انسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لاحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين ووثوب بعضهم على بعض فغصبوا الفروج والأموال وأباحوا الدماء والنساء وقتل بعضهم بعضا من غير حق ولا جرم فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث والنسل.
ومنها ان الله عز وجل حكيم ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلا الذي يحظر الفساد ويأمر بالصلاح ويزجر عن الظلم وينهى عن الفواحش ولا يكون حظر الفساد والامر بالصلاح والنهي عن الفواحش إلا بعد الاقرار بالله عز وجل ومعرفة الآمر والناهي.

(1) عيون أخبار الرضا 2 / 99
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست