حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ١٣
والتغيير والزوال والفناء والكذب والاعتداء ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فناؤه ولم يوثق بعدله ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وفي ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية... " (1).
ذكر الإمام (عليه السلام) في هذه المقطع العلل الوثيقة التي توجب على العباد الايمان بأن الله تعالى ليس كمثله شئ ولا شبيه له إذ لو كان له مثل لجرى عليه تعالى ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل والفناء وغير ذلك وفي ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية.
د - العلة في تكليف العباد:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: لم أمر الله تعالى العباد ونهاهم؟
قيل: لأنه لا يكون بقاؤهم وصلاحهم إلا بالامر، والنهي والمنع من الفساد والتغاصب.. " (2).
أفاد الإمام (عليه السلام) أن العلة في التكاليف الشرعية من الواجبات والمحرمات هي بقاء الانسان واستمرار وجوده ففيها صلاحه والمحافظة على أمنه ومصالحه وسعادته وفي تركها شقاؤه وهلاكه.
ه‍ - العلة في معرفة الرسل:
قال (عليه السلام): فإن قال قائل: فلم أوجب عليهم معرفة الرسل والاقرار بهم والاذعان لهم بالطاعة؟
قيل: لأنه لما ان لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم وكان الصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن ادراكه ظاهرا لم يكن بد لهم من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدي إليهم امره ونهيه وأدبه ويقفهم على ما يكون به اجترار منافعهم ومضارهم فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته، لم يكن لهم في مجئ الرسول منفعة ولا سد حاجة ولكان اتيانه عبثا لغير منفعة ولا صلاح وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كل شئ...
وحكى هذا المقطع الأسباب الموجبة لمعرفة الرسل والاقرار بنبوتهم وضرورة تصديقهم وإلا كانت معرفتهم عبثا ولغوا.

(1) عيون أخبار الرضا 2 / 103
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست