نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٨٧
القائد إلى تسلل أبناه الطلقاء (140) الذين حاربوا الاسلام بالأمس إلى مراكز السلطة.
هذا فيما يتصل بالمرجعية القيادية التي تمارس السلطة، وأما بالنسبة إلى المرجعية الفكرية فقد كان من الصعب إقرارها في أهل البيت، بعد أن أدى الاجتهاد إلى انتزاع المرجعية القيادية منهم، لان إقرارها كان يعني خلق الظروف الموضوعية التي تمكنهم من تسلم السلطة والجمع بين المرجعيتين كما أنه كان من الصعب أيضا من الناحية الأخرى، الاعتراف بالمرجعية الفكرية لشخص الخليفة الذي يمارس السلطة فالاحساس المرجعية الفكرية تختلف عن متطلبات ممارسة السلطة فالاحساس بجدارة الشخص لممارسة السلطة والتطبيق لا يعني بحال الشعور بإمكانية نصبه إماما فكريا ومرجعا أعلى بعد القرآن والسنة النبوية لفهم النظرية لان هذه الإمامة الفكرية تتطلب درجة عالية من الثقافة، والإحاطة واستيعاب النظرية وكان من الواضح إن هذا لم يكن متوفرا في اي صحابي بمفرده (141) إذا قطع

(140) الطلقاء: وصف يطلق على من أسلم زمن الفتح في مكة ومنهم أبو سفيان وابنه معاوية، راجع: تاريخ الطبري / ج 2 / ص 161.
علما بأنهما كانا من المؤلفة قلوبهم / راجع تاريخ الطبري / ج 2 / ص 175.
(141) لاحظ احتياجهم إلى مرجعية الإمام علي عليه السلام في موارد كثيرة وما صدر عنهم من عبارات تصرح بذلك. راجع تاريخ الخلفاء / السيوطي / ص 171 هذا مع عدم رجوع الإمام علي (عليه السلام) إلى اي واحد منهم في أمور الشريعة واحكامها.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة