وقوله عليه السلام: " إذا كثر عليك السهو فامض على صلاتك فإنه يوشك أن يدعك فإنما ذلك من الشيطان " (1).
وفي صحيحة عبد الله بن سنان، حيث ذكر لأبي عبد الله عليه السلام رجلا أنه عاقل ثم قال: إلا أنه يبتلى بالوضوء، فقال عليه السلام: " وأي عقل له وهو يطيع الشيطان؟ قلت له: وكيف يطيع الشيطان؟ قال: سله هذا الذي يأتيه، من أي شئ؟ فإنه يقول لك: من عمل الشيطان " (2).
ويظهر من بعض الروايات أنه يعمل بالظن، مثل رواية الواسطي:
" قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، أغسل وجهي ثم أغسل يدي، فيشككني الشيطان أني لم أغسل ذراعي ويدي، قال: إذا وجدت برد الماء على ذراعك فلا تعد " (3).
ويؤيدها رفع الحرج، لكن القول بها مفقود.
والمراد ب " كثير الشك " كثير الاحتمال في مقام لا يحتمله غيره، راجحا كان أو مرجوحا أو مساويا. وأما كثير القطع - وهو المعبر عنه بالقطاع - فهو من حيث عدم احتماله الخلاف يعمل بقطعه، ولا ينفعه حكم الغير بعدم اعتبار قطعه، إذ القاطع لا يمكنه في مقام البناء على العمل بالواقع العمل بخلاف معتقده، فلا يجوز لمن يريد صوم النهار وقطع ببقاء النهار أن يحكم عليه بدخول الليل، كما أشبعنا الكلام في ذلك في محله.