الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١١٦
ما أنصف الصهباء من * ضحكت إليه وقد عبس فإذا سكرت فغن لي * ذهب الشباب فما تحس (1) لله أيام الشباب * وحبذا تلك الخلس (2) قصرت وقد ركض الصباح * بجنحها ركض الفرس وكذاك أيام المسرة رجع * طرف أو نفس ناديت في ظلماتها * عذب اللما حلو اللعس (3) في كفه قبس المدام * وفي الحشا منه قبس وسدته كفي فنبه * لوعتي لما نعس (4) هل من فريسة لذة * إلا وكنت المفترس أيام اغترف الصبا * غض الأديم وانتهس

1 تحس أي تشعر وخففه ضرورة وخص هذا القول بوقت السكر لأنه في حالة لا ينتفع معها الوعظ.
2 الخلس جمع خلسة وهي استلاب الشئ الممكن والغلس الظلمة آخر الليل ويريد أن أول الليل اتصل بآخره حتى كأنه لا واسطة بينهما وذلك مبالغة في القصر.
3 اللماء سمرة في الشفة مستحسنة وكذا اللعس هو سمرة فيها وهما مترادفان.
4 اللوعة حرفة القلب من المحبة وجعل اللذة كالفريسة له تشبيها إلى فريسة الأسد لحكمه عليها وظفره بها ولذة صيدها ونهس اللحم وانتهسه إذا أخذه بمقدم أسنانه. غرف العظم واغترفه إذا أخذ ما عليه من اللحم واستعار هما للصبي فكأنه أخذ جميع ما فيه من اللذة، وقوله غض الأديم أي طري الجسم.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست