الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١١٧
حتى قضيت مأربي * وصرمتها صرم المرس (1) فإذا عصارة ذاك حوب في * المغبة أو طفس فافرغ إلى مدح الوصي * ففيه تطهير النجس (2) رب السلاهب والقواضب * والمقانب والخمس والبيض والبيض القواطع * والغطارفة الحمس (3) والجامحات الشامسات * وفوقها الصيد الشمس (4) من كل موار العنان * مطهم صعب سلس (5)

١ المآرب جمع مأرب ومأربة وهي الحاجة. والمرس الحبل والحوب الإثم والمغبة عاقبة الشئ. والطفس الدرن والوسخ واستعار لفظ العصارة لما صدر عن الشهوات من الآثام، وقوله أو طفس يحتمل أن يكون هنا بمعنى الواو على المذهب الكوفيين ويكون المعنى: أن عصارة ذلك إثم في الآخرة ودنس العرض في الدنيا وهو من قول أبي نواس:
وفعلت ما فعل امرء بشبابه * فإذا عصارة كل ذاك أثام ٢ قوله فافرغ يخاطب نفسه أي إلجأ والمفزع الملجأ. والسلاهب جمع سلهب وهو الطويل من الخيل. والقواضب جمع قاضب وهو السيف القاطع. والمقانب جمع قانب وهو من القوم ما بين الثلاثين إلى الأربعين. والخمس جمع خميس وهو الجيش لأنه خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساق.
3 الحمس جمع أحمس والغطارفة جمع غطريف وهو السيد والتغطرف التكبر والحمس جمع أحمس وهو الشجاع والحماسة الشجاعة.
4 الجامحات المسرعات من الخيل وهي أيضا الصعبة التي لا تملك ظهورها والصيد الملوك والشمس جمع شموس وهم الأشداء الذين أخلاقهم شديدة.
5 موار أي جايل. والمطهم الفرس التام الخلق، وقوله صعب سلس أي صعب في نفسه سلس عند راكبه ومور عنانه لكثرة حركته ونشاطه.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست