الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠٦
وحيث الوميض الشعشعاني فائض * من المصدر الأعلى تبارك مصدرا (1) فليس سواع بعدها بمعظم * ولا اللات مسجودا لها ومعفرا (2) ولا ابن نفيل بعد ذاك ومقيس * بأول من وسدته عفر الثرى صدمت قريشا والرماح شواجر * فقطعت من أرحامها ما تشجرا (3) فلولا أناة في ابن عمك جعجعت بعضبك أجري من دم القوم أبحرا (4)

1 الوميض البرق واستعاره لنور القدرة. والشعشعاني المنبسط والمصدر موضع الصدور وهو الرجوع. والأعلى يريد به علو الجهة بل علو الشأن. وتبارك بمعنى بارك والبركة النمو والزيادة يقول إن هذا المكان الشريف الذي افتخرت به سدرة المنتهى وفاض النور عليه من الحضرة الإلهية وهو ظهر النبي صلى الله عليه وآله وطأه أمير المؤمنين عليه السلام بقدميه حتى رعبت الملائكة ولا شرف أعلى من هذا.
2 سواع اسم صنم كان لقوم نوح عليه السلام ثم صار لهذيل واللات اسم صنم من حجارة كان لثقيف وابن نفيل وابن كعب ومقيس بن ضبابة، قال الزمخشري قتل وهو متعلق بأستار الكعبة وكان مؤذيا للنبي والضبابة في الأرض سحابة تغشى الأرض كالدخان والجمع الضباب. ومقيس بكسر الميم وبالياء المنقوطة التحتانية بنقطتين ووجدت بخط بعض المشايخ الموثوق بهم مقبس بفتح الميم والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة. والعفر والثرى كلاهما التراب وأضاف أحدهما الآخر لاختلاف اللفظين.
3 شواجر طواعن، والشجر الطعن وقوله ما تشجرا أي ما اختلف، ومنه قوله تعالى فيما شجر بينهم أي فيما تنازعوا فيه يعني أنه قطع أرحام مخالفي دين الاسلام من قريش.
4 الأناة المهلة. جعجعت بعضبك أي أمسكته وحبسته. والسطو القهر والأخذ بالقوة والمعنى أن النبي والأمير سران لله فالنبي فيه سر العفو وعلي فيه سر الانتقام.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست