الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠٥
وكسرت أصناما طعنت حماتها * بسمر الوشيج اللدن حتى تكسرا رقيت بأسمى غارب أحدقت به * ملائك يتلون الكتاب المسطرا (1) بغارب خير المرسلين وأشرف الأنام * وأزكى ناعل وطأ الثرى فسبح جبريل وقدس هيبة * وهلل إسرافيل رعبا وكبرا (2) فيا رتبة لو شئت أن تلمس السها * بها لم يكن ما رمته متعذرا (3) ويا قدميه أي قدس وطأتما * وأي مقام قمتما فيه أنورا بحيث أفاءت سدرة العرش ظلها * بضوجيه فاعتدت بذلك مفخرا (4)

1 رقيت أي صعدت والغارب أعلى الظهر، وأحدقت أحاطت، الضمير به يعود إلى الغارب يريد أن الملائكة أحاطت بظهر النبي حين صعد أمير المؤمنين فناله شئ لم يبلغه أحد من كسر الأصنام ونزول آية " قل جاء الحق " بشأنه وغير ذلك.
2 قال ابن الأنباري في جبرائيل تسع لغات جبريل بكسر الجيم وفتحها وجبرئل بكسر الهمزة وتشديد اللام وجبراييل بيائين بعد الألف وجبرائيل بهمزة بعدها ياء مع الألف وجبريل بياء بعد الراء وجبرئيل بكسر الهمزة وتخفيف اللام وجبريل بفتح الجيم وكسرها.
3 السها: كوكب صغير في غاية الصغر تمتحن العرب به أبصارها، قوله وأي قدس وأي مقام استفهام تعظيم وإجلال لظهر النبي صلى الله عليه وآله.
4 أفاءت ظلها ردته. وسدرة العرش سدرة المنتهى. وضوجيه جانبيه والضوج الجانب يقول قمتها في مكان ألقت هذه السدرة ظلها بجانبيه فافتخرت بذلك المكان وهو ظهر النبي وكان ذلك في ليلة المعراج.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست