الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١١١
شرك القلوب ولم أخل من قبلها * أن القلوب تصيدها الاشراك (1) هيفاء مقبلة تميل بها الصبا * مرحا فإن هي أدبرت فضناك يا وجهها المسفوك ماء شبابه * ما الختف لولا طرفك السفاك (2) أم هل أتاك حديث وقفتنا ضحى * وقلوبنا بشبا الفراق تشاك (3) لصدورنا خفق البروق تحركا * وجسومنا ما إن بهن حراك (4) لا شئ أقطع من نوى الأحباب أو * سيف الوصي كلاهما فتاك الجوهر النبوي لا أعماله * ملق ولا توحيده إشراك (5)

1 الهيفاء الضامرة الخصر، والمرح شدة الفرح والنشاط والضناك بالفتح المرأة الكثيرة اللحم وانتصب مقابلة على الحال أي هي هيفاء في حال إقبالها وإذا أدبرت تنظر منها إكثار اللحم فيما يحسن ذلك فيه كالردف ففي الإقبال الضمور في البطن والخصر وفي الإدبار ضد ذلك هو الاكثار والامتلاء ولقد أحسن وأبلغ.
2 المسفوك المصبوب كأنه ماء الشباب صب فيه والمسفوك صفة تشبه الموجة وما يرتفع بها، وقوله ما الحتف استفهام تحقير للموت لو لم يكن طرفه.
3 أم هنا بمعنى بل أضرب عن معنى وعاد إلى غيره، والشبا جمع شباة وهي حد طرف السيف وغيره واستعاره للفراق لقتله الأنفس وقوله تشاك أي تدخله هذه الحدود فيها كما يدخل الشوك في الجسد يقال شيك يشاك إذا دخل الشوك في جسده.
4 جعل الخفقان للصدور لأنها محل القلوب فأقام الظرف مقام المظروف فالقلوب مضطربة والجسوم ساكنة لما به من الألم. والحراك الحركة. والنوى التحول من موضع إلى موضع آخر.
5 الجوهر النبوي أي أصله لأنه من أصله الشريف وقوله لا أعماله ملق فالملق النفاق وهو تعريض بقوم كانوا بهذه الصفة فكانت أعمالهم نفاقا وتوحيدهم باللسان وقلوبهم مشتركة غير صافية.
(١١١)
مفاتيح البحث: الوصية (1)، الموت (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست