الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٩٥
تجلى لك الجبار في ملكوته * وللحتف تصعيد إليك وتصويب (1) وللشمس عين عن علاك كليلة * وللدهر قلب خافق منك مرعوب (2) فعاين ما لولا العيان وعلمه * لما ارتاب شكا أنه فيك مكذوب وشاهد مرأى جل عن أن يحده من القوم نظم في الصحائف مكتوب وأصلت فيها مرحب القوم مقضبا * جرازا به حبل الأماني مقضوب (3) وقد غصت الأرض الفضاء بخيله * وضرج منها بالدماء الظنابيب (4)

1 الملكوت الملك. والواو والتاء زائدتان للمبالغة. والتصعيد العلو. والتصويب الانخفاض أي أظهر الله تعالى لك النصر وأنت على هذه الحالة الشديدة ولقد أجاد وأحسن.
2 الضمير في قوله فعاين يعود على الموصوف من قوله أولا فلله عينا من رآه أي فلله عينا إنسان رآه على هذه الحال فعاين شيئا لو سمعه عن إنسان لكذب عنه إذ لا يكاد يصدر مثل ذلك إلا عن ملك مقرب لكنه تحقق ذلك بالمشاهدة والنظر، وقيل إن الضمير يعود إلى الجبار وهو ملك اليهود وهذا بعيد لأن لفظ التجلي مستند إلى اللفظ الجبار مع لفظ الملكوت لا يتوجه ذلك لغير الله.
3 أصلت سل. والقضب السيف القاطع وكذا الجرار والمقضوب المقطوع واستعار لفظ الحبل للأماني لامتداد المشترك بينهما والضمير في فيها يعود إلى الحرب.
4 غصت امتلأت. والفضاء الواسعة والظنابيب جمع الظنبوب وهو العظم اليابس في مقدم الساق والضمير في خيله يعود إلى مرحب.
(٩٥)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست