فتوح اليمن - طبع النجاتي المحمدي - الصفحة ٦
النعمة التي انا فيها وهبتها لك فإنك ولدي وقطعة من كبدي ولم يم زل يستعطف بخاطره إلى أن هدا روعه وجلس بجانبه ودعا بالطعام وأطعم ولده ودعا بالخمر فحضره بين يديه فشرب وصار يسقي ولده ولم يزل يشرب ويسقيه إلى أن غلب عليه الخمر فنام واستغرق في المنام فلما عاين والده منه ذلك وقف قائما على الاقدام وأوثقه كتافا وألقاه في سجن ضيق ظلام قال الراوي) فلما فرغ النهار ودخل الليل ورأس الغول جالس في تلك الاشغال إذ برجل يقال له مهجع وكان بينه وبين رأس الغول صداقة زائدة لأنه كان يوده ويرعيه فلما عرفه رأس الغول قال يا مهجع اما تنظر ما انا فيه فهل تجد لي خلاصا من هذا قال مهجع وحق رأسك لا بدان اعمل لك سيرة عجيبة وسار إلى أبيه وقال له أيها الملك الهمام لقد أحسنت في قبض ولدك فإنه قد زاد في ظلمه وفساده فجزيت خيرا كما أرحت رعيتك من شر ولدك قال فتقدم مهجع إلى رأس الغول ولطمه لطمة جبار مهول صار يوجعه بغيظ الكلام ثم نه زاد في تعذيبه إلى أن انصرفوا عنه الحجاب الذين كانوا موكلين به وقد أخبروا سيدهم بما عاينوه من مهجع وعذابه إلى مخلوق هذا ما كان من أمر هم واما ما كان من أمر مهجع فإنه صبر إلى الليل وتقدم إليه وحله من الوثائق واخذه وساد إلى أن وصل إلى محل خان من الناس ونزل له إلى الأرض ثم قدم له طعاما وشرابا كان معه فاكل الملعون وشرب ثم إن مهجع قال له امض إلى أبيك وافعل به ما تريد فعندها وثب عدو الله وثبة الأسد وأخر بيده سيفا مسلولا ومضى إلى أبيه فوجده نائما فوكزه برجله وقال له فعندها وثب أبوه من منامه وهو مرعوب فتأمل فرأى ولده على رأسه فقال من هذا الذي انطلقك فلم يرد جواب دون ان ضربه بالسيف أطاح رأسه وجلس على كرسي المملكة من وقته ولم يعلم أحد لان ذلك كله كان في الليل فلما أصبح الصباح دخل الخادم على شهاب فوجده قتيلا ووجدوا رأس الغول جالسا على كرسي المملكة فخافوا منه خوفا شديدا ثم صاح عليهم صيحة مرعبة وقال لهم ادنوا مني ثم كشف عن رأس أبيه وقال لهم أتعرفون من هذا فقالوا له بلسان واحد أنت قائد زمام أمرنا كما تريد وتشاء فقال لواحد منهم خذ هذا الخاتم امض به إلى الوزير وقل له ان الملك يدعوك بالسمع والطاعة ولم يزل يدعو
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»