فتوح اليمن - طبع النجاتي المحمدي - الصفحة ٣
زمانية وقد أفاقت العجوز من غشيتها ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أمة قلي ما أبكاك واخبريني عما دهاك فقالت يا رسول الله اني امرأة يقال لي الوافرة بنت الصوام اليرعوني وكان أبي سيد قومه وعشيرته وكنا نازلين بجوار جبار عنيد يقال له شهاب الخثعمي وكان له ولد يقال له مخلوق ويلقب برأس الغول وهو جبار عنيد يهرق الدماء ويهجم على الحلائل في قصورها ويعارض الملوك في حصونها وذلك لما تولي الملك بعد أبيه جار على العباد وزاد في الظلم والفساد وضجت العرب من كثرة فساده فرحل العرب من بين يديه فسمع بذلك من بعض الرجال فزاد غضبه وقتلهم وسبي جميع نسائهم شتت شملهم واعلم يا رسول الله انه كان لي أب من أقرب الناس وكنا نازلين على قدر أربع فراسخ بعيدا عنه فأراد ان يقربه هذا الملعون فأبى عنه فقتله فقمت انا من وقتي وساعتي وقد اختاروني للملك بعد أبي وأطاعوا أمري ومكثنا مدة من الزمان واعلم يا رسول الله انه قد كان لي أربع بنات كأنهن الأقمار ثم اني زوجتهن لأمراء قومي كانوا أحسن العرب وكانوا يخشون سطوتي قالت فلما كان يوما من الأيام وصلت إلينا أخبارك احسان ومعجزاتك وما قد ظهر لك من الأنوار والبرهان وما قد شاع لك من الآيات القرآنية والاسرار الربانية التي هي غير خفية والكرامات السمية فلما تحققت ذلك يا رسول الله آمنت بك وبرسالتك مع اني بعيني ما نظرتك ثم اني جمعت قومي وأهل عشيرتي وعرفتهم باسلامي وعرضت الاسلام فأسلموا وأقمت الاسلام بيننا جهرا وبقينا على ذلك هذا وقد وصل الخير إلى عدو الله رأس الغول فازداد غضبه علينا وأرسل رجاله إلينا وامرهم ان يامرونا بعبادة الأوثان ودين الشيطان ثم انهم لما نزلوا علينا يا رسول الله وأعلمونا بذلك غضبت انا من سماع ذلك فأغلظت عليهم الكلام فارسلوا واعلموا ملكهم رأس الغول بذلك الامر فال فلما بلغه الخير أرسل إلينا جيوشا شجعانا وقد أتوا تحت الظلام فقتلوا الرجال وذبحوا الأطفال ونهبوا الأموال فلو رأت عيناك يا رسول الله والرجال ينادي ويا محمداه والبنات تنادي وا فضيحتاه وقد وضعوا في السلاسل والأغلال وسحبونا على وجوهنا متهتكات وقد سالت من عيوننا العبرات ولم تزل الأعادي بنا سافرين والى عدو الله طالبين حتى أقدمونا عليه وأوقفونا
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»