فتوح اليمن - طبع النجاتي المحمدي - الصفحة ٤
بين يديه فلما نظرت إلى عينيه زعق علينا زعقة أذهل بها كل حاضرا حوله ثم وثب من مكانه واختطف بناني وأزواجهن وذبحهن كما نذبح البهائم وانا انظر بعيني ثم سجن باقي الرجال ووكل بهم من يعذبهم ثم قال ويحك ما كان أغراك بهذا الدين الذي دخلت فيه وما أغنى عنك شيئا ولكن ارجعي إلى دين أبيك وجدودك وانا أطلق باقي رجالك وأخلي سبيلك قالت فلما سمعت يا رسول الله ذلك الكلام صار الضياء في وجهي ظلام لأنني قد حلا في قلبي الاسلام وعبادة الملك الديان ثم قلت الويل لك يا ملعون ولأبيك وأجدادك الذين يعبدون الأحجار من دون الملك الجبار أتعيدني إلى عبادة الأصنام بعد أن أقررت لله بالوحدانية وبالرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم واني وحق النبي عليه الصلاة والسلام لا أرجع مما أنا فيه من دين الاسلام ولا أحيد عنه ابدا ولا أغيره وقد قلت لك ما عندي فاصنع ما شئت فاني صابرة على قضائه وحكمته ولو قطعتني إربا إربا لا أزداد في دين محمد الا حبا فلما سمع مني يا رسول الله ذلك الملعون هذا الكلام امتزج بالغضب وقد أمر بإخراج من بقي في السجن فذبحهم وقطع ذوائبي وفلقها في عنقي وعلق رؤوس بناتي في عنق بعير وقال لي سيري إلى محمد بن عبد الله وقولي له يأتي بالفوارس والرجال واني قد أتيتك يا رسول وأخبرتك بما جرى ونحن خامدون تعالى على ما أصابنا ولا نغفل على ذكر الله ولا عن ذكرك وانا مستجيرة بك فخذ بثأري واكتشف عاري ثم أنشدت تقول يا رسول الله يا خير البرايا * ويا حاوي الفضائل والعطايا * أدركني أجرني قبل موتى * فما تبقي العداوة لنا بقايا * فبادر يا رسول الله نحوي * وحكم فيهمو سيف المنايا * عليك صلاة من البري دواما * ما غرد القمري صباحا أو مسايا * قال ابن عباس رضي الله عنهما فبكي النبي صلى الله عليه وسلم بكاء شديدا وبكت المسلمون من حوله ثم انه قال صلى الله عليه وسلم لها طيبي نفسا وقري عينا وانصر في إلى غداة غد فعندها انصرفت العجوز كما أمر ها النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما مكان منها واما ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قال لأصحابه يا معشر المسلمين من فيكم يعرف هذا الملعون المعروف برأس الغول فعندها قال إليه عمر بن
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»