فتوح اليمن - طبع النجاتي المحمدي - الصفحة ٤٤
الغول وقع الخوف في قلبه وما بقي يعرف أين يمضي ولا رد على الامام جوابا ولا أبدى له خطابا وأراد ان يرجع إلى مكانه الذي جاء منه فقال له الإمام علي إلى أين يا عدو الله أتنجو من سيفي ثم إن الإمام علي حمل على اللعين حملة الغضب فتلقاه اللعين وتقاتلا وتضاربا ضربا يقصر الأعمار وقد بان من عدو الله التقصير فضربه الامام ضربة هاشمية فما أحوجه إلى غيرها بل السيف وقع على رقبة اللعين فشقها وهوي في جسمه إلى أن شقه نصفين وتركه على الأرض شطرين وعجل الله بروحه إلى النار ثم الإمام علي أمر بتعليقه على باب الحصن فعلقوه وقال الامام إلى عبد الله أين أنيس امض وافتح الحصن وادخل على النبي صلى الله عليه وسلم وبشره بفتح باب الحصن وقتل رأس الغول وولده فسار عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك فهلل وكبر حمدا لله وامر الرجال بالحملة فحملوا على المشركين ووضعوا فيهم السيوف قدر ساعة زمانية فولوا الادبار وساروا طالبين الحصن هاربين من المسلمين فخرج عليهم الإمام علي بمن معه فقالوا الأمان فسار الامام بالاسلام من داخل الحصن قال الأمان لكم فمن أسلم سلم ومن جحد ندم وقد أخذوهم وأيد الله الاسلام وجمعوا الغنائم وقلبوا الديار كلها اسلاما وصاروا يعيدون الملك العلام وقد قسم النبي صلى الله عليه وسلم الأموال بوقته على الرجال بعد أن اخرج الخمس إلى بيت المال وقد أحضروا الوزير وشكره النبي صلى الله عليه وسلم على اسلامه وفعاله ودعا له بالخير وبشره بالجنة وأقامه على الأراضي حاكما وعلمه الاسلام وشرائع الدين وأوصاه بالتقوى وامر بهدم الكنائس وبناء المساجد فهدموها وبنوا بدلها المساجد وأمره ان يعلم الناس الذين أسلموا بالصلاة والعبادة وساروا من أصحاب الرسول ومن اتباعه ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأولاد رأس الغول الذين أسلموا انا أريد ان تكونوا معي أينما كنت فأجابوه بالطاعة تحت امرك ورفقاؤك فجزاهم الله ثم انهم أخذوا مالهم وحريمهم وساروا طالبين المدينة المنورة فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة نشروا الرايات ونالوا من الله الفرح والسرور وخرج الناس إلى لقائه واستقبلوه وهنوه بالسلامة ونادى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير والتهليل والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير وقد جمع الله شملهم بأقاربهم ونالوا من السعادات كل المسرات ونسأل الله العظيم ان يغفر لنا كل ذنب ذميم آمين (تم الكتاب بعون الملك الوهاب)
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44