سل القاضي الذي عانى هواها * وسدد في رعايتها الحرابا وذوب نفسه فيها ولاقى * على وخز الشكوك أسى عجابا وسخر عقله كدحا وصبرا * ليكشف عن مراميها النقابا وأقطعها فؤادا عج فيه * دم أزكى، بحرمتها، وطابا وأصلت في إطاعتها ضميرا * على حد الصراط مشى وثابا وفرد في عبادتها حياة * فعق الأهل واعتزل الصحابا سل القاضي الكتوم لما يلاقي * أ عذبا ما يلاقي أم عذابا؟...
وهل خلجت بصيرته لكسب * وهل شربت على جاه شرابا؟
وهل نزعت مطامحه، كراما * لأكثر من كرامته ثوابا؟
عشقناها وإن كانت شقاء * فإن الله انزلها كتابا!...
عروس الحق، لا يغررك بعدي * فلا ساما تركت ولا ارتيابا ولا طمعا بغيرك في المعالي * ولا مستمطرا سحبا خلابا ولكني دعيت إلى جهاد * ومثلي من إذا نودي أجابا!
بلادي، يحلم الخلد ابتهالا * لو أن له بدوحتها شعابا على الأزل السحيق بدت ملاذا * وتبقى في هوى البقيا مثابا إذا عزف الهوى لحن التآخي * وحرك مهجة الكون اضطرابا وحالت قسوة الإنسان لينا * وأخفض جانبا فعلا جنابا وبدد بارق الحسنى طماعا * تلبد في سما العقبى سحابا عروس الحق ليس البعد هجرا * وإن طوفت في الدنيا اغترابا سيبقى الحق إيماني، صراحا * أروض به مبادي الصلابا فقد جهل السياسة من يراها * مراوغة وأسلوبا كذابا وداعا أيها القصر المفدي * تزاحم أدمعي، والخلق يأبى وفي نفسي خيالات لماض * تهيل على ربى عمري ضبابا تذكرني أويقات عذابا * سلافة عمري الماضي ذهابا وما الماضي سوى كأس دهاق * طفت من فوقها الذكرى حبابا!
وداعا، قصر عدل، كنت فيه * أحاول، ما استطعت، به اعتصابا أرى الأقدار تطرحني سؤالا * وآمل أن أسوق لها جوابا!
وقال من قصيدة طويلة سنة 1975 حينما اندلعت أحداث لبنان:
لبنان، هل زعزع الايمان كفران أم روضة الأنس قد حلت بها الجان؟
ما أبشع الشر إذ تشرى غرائزه لا العقل عقل ولا الوجدان وجدان!
الحقد والغدر، من ذرى ترابهما فالطيبون أولي الأبصار عميان والدين، من شاده سورا يفرقنا ونحن في شرعة الدينين إخوان كنا، إذا قيل من لبنان، يطربنا تجاوب في الذرى: الحب لبنان واليوم لبنان - ويل للأولى خفروا - كأنه من حياض البغض ريان!...
يا موطنا حسدته، في تطلعه إلى تلمس وجه الله، أوطان على ذراه ابتهال، والسهول رضى وفي السفوح الجنى المعطاء عنوان ما ذا يعكر صفو العيش في حرم خدامه لسوى الديان ما دانوا؟...
تكاد تنتحر الذكرى وتغمره ويحتويه من التاريخ نسيان تكاد تنتحر الذكرى وقد عصفت بنا الشرور، وغشى الحق بهتان من يرجم المشعل الوهاج، في غضب من الرياح، وللديجور طغيان لبنان، إن لم تكن روحا فقد دثرت ماذن ونواقيس وصلبان همس الملائك لا يهمي على بشر إن كان في الأنفس الدكناء شيطان!
تمهر الحرف لا معنى ولا شرف واغتيل فيه الحجى، وانحاز برهان كأنه قدح من شاء يملؤه بما يشاء... وساقي الماء عطشان!
إذا الرصاص تعالى والقلوب قلى فليس إلا لقول الزور سلطان!
تشعب الأمر في الغايات، واختلطت أسبابه، ونفى التبيان تبيان هيهات يجري حوار، والنفوس لظى وفي الطويات أرجاس وأدران!
ما كل نطق بيان، رب سفسطة يبين فيها خلال الجهر كتمان لبنان مأساتك الكبرى مثلثة:
الدافعون الأذى هم أصله كانوا والحاكمون الأولى ترجى شفاعتهم هم الذين لهم في الشر إدمان والشعب - ما العروة الوثقى إذا انفرطت؟ - ألشعب من كثرة الذؤبان قطعان!
وكيف يرتدع الإجرام في بلد والمستحق ظلام السجن سجان؟...
لبنان، يا كيد إسرائيل متزنا ويا هناها إذا ما اختل ميزان