مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ٣٣
بعد هزيمة أصفهان التي اجتاحت كتبه على باب المدينة المذكورة.
ويعد كتاب المباحثات على إيجازه المخل أحيانا وعلى ما فيه من تعقيد بمثابة سجل لهذه الأحداث والأبحاث. ونحن ننقل بعض ما جاء في هذا الباب منه بشئ من التصرف وحذف ما لا حاجة به من العبارات قال بهمنيار " كان قد اتفق من الدواعي عام طروق ركاب السلطان الماضي رحمة الله عليه هذه البلاد ما بعثه على الاشتغال بكتاب سماه " الإنصاف اشتمل على جميع كتب أرسطاطاليس إنما خفف على نفسه ما يحتاج أن ينقل فترك له فرجا وعلامات وكان عدد ما تكلم فيه وجعله موضع نظر ونسب الكلام المقدم فيه إلى ظلم أو تقصير أو تحريف فوق سبعة وعشرين ألف موضع وقبل أن ينقل ذلك إلى المبيضة وقع عليه قطع في هزيمة ألمت بأسبابه وكتبه كلها على باب أصفهان فلما عاد إلى الري بهر لمعاودة ذلك التصنيف ففر فان معاودة المفروع منه متثقلة فلم يترك يحرض ويبعث وقيل له لعلك إن استدعيت ما أحدثه المحدثون بمدينة السلام كانت الخواطر الجديدة تحرك منك نشاطا للحكم عليها بالتصويب أو بالتخطئة وانبرى بعض أولاد الأمراء من أهل الفضل قائلا أنه يستقبح من ماله إلى مدينة السلام لاستدعاء ما وجد للشيخين بها فامتعض وكره أن يقف موقف البخلاء ورسم لبعض أصدقائه أن يبتاع ما تجدد من كتب الشيخين فلم يظفر إلا بكتب الشيخ الباقي منها فلما تأملناها رأينا شيئا لا عهد لأهل التحصيل به تشويشا واختلاطا فطال لسانه على ممرضيه وقال ألم أقل لكم أن الطبقة هذه الطبقة وأن التصرف هذا التصرف وأن أبا الخير ابن الخمار وابن السمح على ضيق مجالسهما برواية بعض الكتب كانا أحسن حالا من غيرهما والشأن في إعظام القوم للطلبة ومقالاتهم في العين كأنهم يهذون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وقد كان بلغني أن ذلك الشيخ يعني " أبا الفرج ابن الطيب " قد خولط وقتا ما في عقله للأمراض التي تصيب أهل الفكر ولعل هذا من تصنيفه ذلك الوقت وبقينا نعجب ممن يقنع بهذا القدر اليسير ثم لهذا النمط المختل من البيان. ولعمري لقد أراح هؤلاء أنفسهم. ورفضوا المنطق مطلقا. وليس هو هذا اليوم بل منذ زمان وأما من جهة صورتها فهؤلاء خاصة أغفلوها وكلما عالجوها حادوا عن الجادة لأنهم لم يحصلوا ملكة التصرف ولم يقاسوا فمن الجزئيات عناء التحليل وأنا أسال الشيخ أن يعرض هذه الصورة على أهل التحصيل ليعلموا أنه لم يكن في أول الأمر إلى ثلب الكتب فاقه تحمل ذلك الاشتطاط ولا في الأمر لها بعد ذلك اقترار عين ثم قال: وسبيل هذه الكتب أن ترد على بائعها ويترك عليه أثمانها ".
وبعد أن أشار بهمنيار إلى موضوعات هذه الكتب من منطقية وفلسفية عاد إلى نقدها والتنديد بها قائلا " فمن عرض عليه من أهل العراق هذه الأحرف واشتبه عليه الحال في صدق جماعتنا فليعين على أي موضع يشاء من المعاني التي تشتمل عليه هذه الكتب لا سيما الطبيعية والإلهية حتى يكتب بعض ما فيه من الفساد والخروج عن النظام والهذيان.
فلذا حمي وطيس المعركة في عصر ابن سينا وبعد ذلك العصر بين أنصاره و خصومه فكلما تصدى للرد على الشيخ أو التشنيع عليه أحد الخصوم نهض أنصاره للدفاع عنه فهذا ابن رشد صنف في الرد على أبي حامد الغزالي لرده على ابن سينا وغيره من الفلاسفة وإن لم يتفق ابن رشد مع الشيخ كل الاتفاق في تحرير الفلسفة القديمة وهذا نصير الدين الطوسي أشرع قلمه للذب عن ابن سينا رادا على الشهرستاني في كتابه " مصارعة الفلاسفة " وعلى فخر الدين الرازي في " المحصل " و " شرح الإشارات " وانبرى للذب عنه من الفلاسفة المتأخرين " ابن كمونة " فإنه لخص كتابا في نقض الإشارات لنجم الدين النخشواني فقال إن أكثر هذه الاعتراضات غير واردة. هذا ولصدر الدين الشيرازي مواقفه في الرد على الرازي فخر الدين. وإياه أراد الشيرازي بقوله في تعليقاته على إلهيات الشفاء: " كان هذا المرء المعروف بالذكاء سريع المبادرة في الاعتراض على الشيخ قبل الإمعان والتفتيش لعجلة طبعه وطيشه ".
خصوم الشيخ:
هناك ثلاث طبقات ناهضت فلاسفة الاسلام وشددت النكير عليهم منذ عصر ابن سينا حتى اليوم.
1 - قوم خرجوا عن حدود الاعتدال في المناقشة إلى المهاترة والإسفاف شعارهم الغيرة على الفضيلة ولا شان لنا بهؤلاء إذ كفانا أبو حامد الغزالي مؤونة الدخول في المناقشة معهم فقال " إنهم لمكان جمودهم وعجزهم أشد نكاية بالإسلام من الفلاسفة والغزالي - كما لا يخفى أغزر المعنيين بالرد على الفلاسفة مادة أبعدهم أثرا في هذه الناحية.
من هذا القبيل ما جاء في المختصر المسمى: " إخبار العلماء بأخبار الحكماء " للقفطي، في هذا المختصر من إسفاف وبذاءة في التحامل على الفارابي وابن سينا لا يصدق وروده في كتاب يعنى مؤلفه بتاريخ الحكماء، ومن المفيد أن نقول في هذا الصدد: إن هذا المختصر كتاب ملفق مبتور وأن جامعه جانب الأمانة في النقل فهو يسطو على الكتب وعلى أقوال المؤلفين ويوردها في كتابه بدون أن يشير إلى ذلك كما فعل بكتاب " طبقات الأمم " لصاعد الأندلسي وغيره أيضا، والخلاصة: إذا محصنا هذا المختصر بمنظار النقد العلمي لم نجده في الكتب الجديرة بالثقة بل نجد جامعه مجردا من مميزات العلماء.
2 - ومن المنحرفين عن ابن سينا طبقة من أرباب القلوب والأمزجة الصوفية والشعرية الذين أضناهم السير في طلب الحقيقة ولم يزدهم النظر في تصانيف الفلاسفة إلا بعدا عنها ومن ثم وبعد محن وتجارب صوفية قاسية أوسعوا الكتب الفلسفية ذما فيما لهم من منظوم ومنثور نظير ما قاله علاء الدين علي بن الحسن بن الحسن الجوادي الكاتب حسبما رواه ابن الفوطي في تاريخه المسمى " تلخيص مجمع الآداب ":
تصفحت " الشفاء " على كمال وطالعت " النجاة " على تمام فلم أر في " النجاة سوى هلاك * ولم أر في " الشفاء " سوى سقام وهذا أبو سعيد ابن أبي الخير من الشيوخ العارفين يقول بعد انقطاع الصحبة بينه وبين الشيخ الرئيس وما انقطعت تلك الصحبة إلا بعد محنة صوفية وأزمة نفسية عنيفة:
قطعنا المودة عن معشر * بهم مرض من كتاب " الشفا " فماتوا على ما يرى رسطليس * وعشنا على ملة المصطفى يعد ابن أبي الخير هذا من ألصق أصحاب ابن سينا به وأكثرهم أخذا عنه ورسائل الشيخ إليه تدل على إكبار بالغ وهو يلقبه " سلطان العارفين وخاتمة المشايخ " ويلقبونه أيضا " قطب الأولياء " على أن أبا الخير نفسه كما يبدو من بعض رسائله كان يرى في الشيخ مرشدا أو مرجعا في حل المشكلات إلى أن شجر بينهما نوع من الخلاف في المنحى والطريقة فابن سينا يستوحي عقله في البحث عن
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 5
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 10
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 12
4 أحمد بن منير الطرابلسي 15
5 إسماعيل الصفوي 18
6 أفضل الدين الكاشاني 19
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 21
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 22
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 23
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 24
11 جعفر همدر 25
12 جواد علوش - جون 28
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 30
14 حسين القزويني 35
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 36
16 حسن البحراني 40
17 الحسين بن نما الحلي 41
18 حيدر الآملي 42
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 43
20 الخليل الفراهيدي 46
21 خليل مغنية 47
22 خليل ياسين 48
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 50
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 51
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 52
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 53
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 56
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 58
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 59
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 60
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 61
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 62
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 64
34 عارف الحر 79
35 عباس اقبال 80
36 عباس أبو الحسن 81
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 82
38 عباس الهمداني 83
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 84
40 عبد الحسين نور الدين 85
41 عبد الرؤوف الأمين 86
42 عبد الرضا صادق 89
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 91
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 97
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 100
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 101
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 102
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 103
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 106
50 عبد المطلب الأمين 107
51 عبد المهدي مطر 112
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 115
53 علي رضا عباسي 117
54 علي أكبر دهخدا 119
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 121
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 124
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 125
58 علي بن الحسن شميم الحلي 126
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 127
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 128
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 129
62 فؤاد عباس 148
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 149
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 154
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 155
66 لطف الله العاملي 160
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 162
68 مجيد العطار 163
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 164
70 محمد أبو النديم 174
71 محمد بن إدريس الحلي 178
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 179
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 180
74 محمد الغفاري كمال الملك 181
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 183
76 محمد تقي بهار 184
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 185
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 186
79 محمد حسن الحكيم 187
80 محمد أبو جعفر الطوسي 188
81 محمد تقي الآملي 199
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 200
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 204
84 محمد الشويكي 205
85 محمد شرارة 206
86 محمد حسين الشهرستاني 210
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 211
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 212
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 213
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 218
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 219
92 محمد علي اليعقوبي 221
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 222
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 223
95 محمد المقدادي القمي 225
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 228
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 237
98 محمد هاشم الأشكوري 240
99 محمد بن هاني الأندلسي 241
100 محمد يوسف مقلد 243
101 محمد بن المبارك الكرخي 244
102 محمد مهدي البصير 245
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 246
104 محمود الحمصي 249
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 250
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 252
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 253
108 موسى الزين شرارة 268
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 270
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 271
111 نصير الدين ناصر العلوكي 272
112 ناصيف النصار 274
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 280
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 283
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 284
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 285
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 286
118 يحيى بن البطريق 289
119 يعقوب بن داود 290
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 291
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 296
122 الحجاج بن يوسف 299
123 كلمة الختام 301