وأنك وحشي بطبعك ظالم * وإن لم تجد بالظلم في عمل غنما وأنك إن تنزل بي الموت لم تخف * عدوا مغيرا يطلب الثار أو خصما وأنك ذو حزم، فسل ذا معارف * يخبرك أن (النمل) فوقكم حزما نعيش فلا يطغى على البعض بعضنا * غرورا، ولم ندر السباب ولا الشتما ونحيا جميعا للتعاون بيننا * لنبني إذا ما زدتم بينكم هدما وإن ثارت الأطماع فيكم فأنشأت * حروبا فانا لم نزل ننشئ السلما أو امتلأت حقدا وهما صدوركم * فإنا جهلنا الحقد في العيش والهما ولم يطغنا فرط الغنى ويضلنا * فنستخدم البله المساكين والبكما وسؤنا بكم ظنا ملوكا وسوقة * فخفنا ابن داود وأجناده قدما تأمل قرانا تحتقر مدنكم وما * حوت من لذاذات تفيض ومن نعمى وشاهد نظام النمل في العيش بينها * لتبغض في الناس القوانين والنظما ترانا سواء في الحقوق فما ترى * جحودا لحق دون آخر أو هضما يؤلفنا حب التاخي فلا بد * تنعمها الأخرى التي كلمها يدمى ولم تستبد العنجهيات بيننا * فهذا لذا يعزى، وهذا لذا ينمى وهذا أجل الناس قدرا ورتبة * وأغزرهم علما، وأرجحهم حلما وهذا كهذا أوفر القوم ثروة * وأشرفهم خالا، وأكرمهم عما وهذا الذي تخشى المنايا لقاءه * وهذا الذي أخزت مواهبه اليما وهذا ابن من كالنجم يلمع مجده * وهذا الذي لو شاء لأنتعل النجما دعاوى تزيد (النمل) هزءا بجنسكم * وهجر كما تهذون إن جدت الحمى أمن بعد هذا كله أنتم الورى * أجل، رمى المقدار أخطانا سهما أغرك إذ عذبتني فتركتني * لنارك طعما أن مثلي لا يحمى وأنك إنسان يصارع نملة * كاحقر ما شاهدت ذاتا دنت واسما أحاذرت - لو خليتها لسبيلها - * منازعة علياك أو ما لك الجما؟
فأصليتها تحت (اللفافة) نارها * على م ترى أصليتها النار أو مما ألم تحو قلبا بين جنبيك موجعا * لظلم برئ ما أساء ولا هما أكنت تراها لا تحس لضعفها أذى أترى خص الأذى الهيكل الضخما أم القوة الخرقاء شاءت، وكم لها * جرائم بين الخلق قد بعدت مرمى أم أنك قد حاولت ساعة قتلها * وتعذيبها أن تصبح البطل القرما سلاحك - إذ جل الحسام - (لفاقة) * تميت بها ما دق بينكم جرما فتزهى كذي بأس يهاجم لبوة * بأجمتها مذ راح يقتحم الأجما وتختال مغترا كسار على سنا * مهنده للروع في الليلة الظلما ولو كنت ذا فهم تجنبت (نملة) * سعت تتحرى الماء أو تطلب الطعما فإنك إذ أوردتها القتل إنما * قتلت الشعور المدعى فيك والفهما أليس لها نفس كنفسك تزدهي * مع الخير، أو تشكو مع الألم السقما إذا العقل لم يردعك عن ظلم هذه * فقل لي بما ذا الوحش فقت أو البهما جنيت عليها لا لشئ طلبته * سوى اللهو واستحققت في لهوك الذما أما كان أحرى أن ترى عبرة بها * فتعلم منها السعي للرزق والعزما ألست وإياها وما هو دونها * سواء بحكم الله لو تعرف الحكما ألست قبيل الخلق وهما، وهكذا * تعود باحشاء الثرى أبدا وهما ألست بهذا الكون أصغر ذرة * فلست بعين الكون من (نملة) أسمى وقال يصف ليلة إخوانية على سدة الهندية:
يا ليلة (السدة) العباقة الأرج * عودي بامال قلب في الحياة شجي وحققي للضيوف الغر ما طلبوا * وقابليهم بوجه منك مبتهج لدات لهو وضاء، بيض أوجههم * تكاد تغنيك عن وضاءة السرج لو كان صبحك عينا للزمان إذا * لكنت منها مكان السحر والدعج أشهى لنا ظلمة الإمساء تجمعنا * لديك من وضح الأصباح والبلج يا ليلة (السدة) الجذلى التي ذهبت * بكل هم لنا في الصدر معتلج أوليتنا الفضل حتى بات معترفا * بالعجز كل لسان بالثنا لهج ليست مراثيك إلا السحر تطلبه * هذي النفوس بلا إثم ولا حرج ولا التحايا بها استقبلت موكبنا * غير الحفيف وغير العزف والهزج حسن الطبيعة أغنانا بروعته * عن الغواني وعن دل وعن غنج هذا هو النهر هاج الشعر منبجسا * كمائه بعد ما استعصى فلم يهج راق النواظر ما في ضفتيه زها * من النبات، وما فيه من اللجج وهذه نفحات الزهر قد حملت * طيب الحياة إلى الأرواح والمهج وفي الزنابق ما نغني العيون به * عن اللمى في الثنايا الغر والفلج وكل ما بيننا حب وعاطفة * تفيض عن وله في القلب ممتزج جلت يد نسقت للناظرين هنا * هذي الحقول بلا أمت ولا عوج لئن نعمنا سويعات بها فلقد * نلنا الذي لم تنله النفس في حجج وإن أبى الدهر يوما أن يصاحبنا * إلا مصاحبة الصمصام للودج فليحبنا الفضل دون المال مدخرا * فرط الغنى لرعاع الناس والهمج وليبق يارج طيبا كلما ذكرت * ساعات ليلتنا العباقة الأرج وقال خلال الحرب العالمية الثانية سنة 1940:
أوقدتها تفزع العالم نارا * أمم ما طلبت إلا الدمارا سرها ما ألفت من جشع * أن تحيل الأرض بالحرب غبارا تتبارى أيها أبعد من * غيرها في كرة الظلم مغارا لا تبالي أن تنل ما أملت * فني الكون أم ازداد ازدهارا لا تبالي بالذي تنزل في * كل شعب سيم إرهاقا فثارا لا تبالي بالذي تزهق من * أنفس سيقت إلى الموت اضطرارا لا تبالي، خلدت أعمالها * شرفا، أم خلدت خزيا وعارا التحيا أمة واحدة * يذهب العالم قتلا وانتحارا؟
يا " فتى العذراء " هل أوصيتهم * أن يسوقوا للوغى حتى العذارى أمم باسمك سامت هذه * الأرض من بعدك ذلا وصغارا قسما لو عدت تسعى بينها * ساعة لازددت بعدا ونفارا ما ترى إلا يدا باطشة * وخطى تمتد للظلم ابتدارا كل آن تتلقى غدرة * بعهود، وعلى الخلق ائتمارا أصدق الأبناء إخلاصا لها من إذا ما طلب التصريح ماري لم تكن - مذ كنت جبارا، ولا * ناكثا عهدا لقوم أو ذمارا كنت برا تخذ العدل له * سمة، والرفق بالناس شعارا أفهذا منتهى رفقهم * بشعوب قد أحلوها البوارا؟
أم ترى صار وبالا علمهم * بحياة ملئوا فيها اختبارا