مستسلم للمنكرات * وللفضائح والفظائع يسود ساعة عرضها * وجه العروبة وهو ناصع طف ههنا أو ههنا * وسل المرابط والمرابع أين الفوارس، والجياد * تزينها الغرر اللوامع متراقصات بالمغاوير * الميامين المطالع متجاوبات بالصهيل * تكاد ترشفه المسامع أم أين نيران القرى * منها السنا العربي ساطع؟
يهدي الألى ضلوا إلى * خير المنازل والمواضع أم أين أندية العلا * يأوي إليها كل فازع؟
لم تلق فيها من يماكر، أو يكابر، أو يصانع أسمارها أسمار أندية * الأباطح والأجارع سل ما تبقى من مآثر أهلها، والجفن دامع ستريك أن زمانهم * ولى، وأمر الله واقع عصفت بهم فتفرقوا * شتى العواصف والزعازع وغدت لهم بل للمفاخر * ههنا وهنا مصارع يا للحماة ألا فتى * منهم لهذا الريف راجع ليجدد العزمات فيه * ويوقظ الهمم الهواجع ويبيت في غاب الأسود * مناضلا عنه مدافع خفت الزئير وأصبحت * أسفا تنق به الضفادع تركوا ودائع مجدهم * للجاهلي قدر الودائع الساقطين إلى الحضيض * من المشارف والمتالع الذاهبين مع الرياح * الساخرين بكل رادع الجاعلين عقولهم * لسواهم بعض البضائع الواثقين من الولاة * بكل محتال مخادع الواقعين على حبائل * ماهر بالصيد بارع بهم تذرع للمآرب * إذ هم أجدى الذرائع حتى إذا الأمل الجموح أتاه وهو له مطاوع ثقلوا عليه مثلما * ثقلت على الجسم المباضع فإذا الشراب لغيرهم * وإذا هم لهم الفواقع أردت نفوسهم المطامع * فارثهم صرعى المطامع وقال عند جلاء الجيوش الأجنبية عن سوريا سنة 1947:
عاود العين بعد لأي كراها * يوم نالت (سورية) مبتغاها فاستعادت من غاصبيها حياة * حرة، فقدها أطال شقاها خلت الكتب جانبا واستجارت * بالمواضي فأبلغتها مناها وغدت أمة لها حكمها الذاتي *، أبناؤها تصون حماها أنزلت من فضائها علم استعبادها * فاعتلى الفضاء لواها وسما خافقا عليها فباتت * تتسامى عزا، ومجدا، وجاها رفعته على ذراها ينادي *: إرفعي اليوم بالجلاء الجباها ألف بشرى بنهضة، كل قطر * عربي بها ازدهى وتباهى أرجعت للقلوب ما طلبته * حين جاب الشعوب رجع صداها فاجعليها ما عشت ذكرى صراع * بين حق وباطل قد تناهى واهتفي يا ابنة البهاليل: ما * أطيب هذي الذكرى وما أحلاها وعن الأمة التي أنت منها * خير جزء لا تستقلي اتجاها سانديها في كل حال تساندك *، فليست قواك إلا قواها واسلمي، لا رأيت إلا حياة * لك لا للجناة حلو جناها وقال بعنوان (فلسطين المجاهدة) سنة 1935:
ثباتا وإن جلت بك النكبات * فأصدق عون عزمة وثبات ودومي (فلسطين) يحوطك منعة * حماة من العرب الكرام كماة رأوا ليس تجدي (الاحتجاجات) جمة * وما لسوى صوت الحديد وعاة فثاروا يصونون الحمى حسبما اشتهى * وشاء الحفاظ المر والعزمات وأبلغ من ألفي كتاب وخطبة * - إذا احمر بأس - صارم وقناة وقد بذلوا دون البلاد حياتهم * وليس لشعب يستضام حياة أبوا أن يقيموا في الديار أذلة * وتسمو على أعلامها نكرات وتغتصب الأرض المقدسة التي * يقل لها أن تبذل المهجات فجادوا لنيران الوغى بنفوسهم * وكم أرخصت أغلى النفوس أباة مغاوير، كم من موقف بعد موقف * لهم رفعت عزا به الجبهات وفي السلم إن رقوا طباعا ففي الوغى * رأى خصمهم الرقاق قساة أقام بناء المكرمات جدودهم * وهم مثلهم كرمات بناة وليس عجيبا أن يطيبوا فإنه * إذا طاب طابت الثمرات فلا بعدوا من ثائرين بمثلهم * تصد خص، أو ترد عداة حموا بالدم الزاكي بلادا عزيزة * عليهم، فأحيوا ما تريد وماتوا قال وقد قدم لها يلي: نظمت بعد ما شاء إنسان أن يلهو ويعبث بتعذيب نملة وإحراقها بنار (لفافته).
عجبت وقد دبت على الأرض (نملة) * أتاحت لها الأقدار من قشها طعما فأمعنت تفكيرا بها فرأيتها * - وإن صغرت - قد فاقت الهضب الشما رأيت بها مثلي ومثلك عالما * كبيرا، وكونا لا نحيط به علما تواصل مسراها إلى الغاية التي توخت، ولم تقنع بأرزاقها حلما خذوا لكم منها دروسا تحثكم * لسعي، ولا تشكو الكلال ولا الغما فليس كلال العيش إلا لمؤثر * على الجد في راحاته الفقر والعدما أتت نحونا تمشي وتحمل رزقها * على فمها لما به رضيت قسما مشت في طريق لم تخف حادثا بها * وما أحدثت سوءا ولا اقترفت إثما تجد وتسعى فهي لو سئلت إذا * لقالت: نعم كي لا أجوع ولا أظما فأبصرها مستحقر قدر ذاتها * وقد شاء أن يلهو فأرهقها ظلما وسد عليها الدرب من كل وجهة * فحارت كما قد سار في مهمة أعمى وخرق رجليها بنار (لفافة) * له فكبت تشكو قساوته العظمى تزيد انكماشا كلما زاد كيها * فتعجب منه وهي ما ارتكبت جرما وخلفها تبغي النهوض فلم تطق * وأعرض عنها، والذي شاءه تما وقالت له - والنار تأكل جسمها - * ولكنها لم تقو أن تسمع الصما أغرك يا ابن الماء والطين أنني * دقيقة جسم بعد ما فقتني جسما وأني خرساء، وأنك ناطق * وكم ناطق لم يبلغ الخرس والعجما