الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٣٥
أشهر النسيء قد تناسخت باستدارة الزمان وعاد الأمر إلى ما وضع عليه حساب الأشهر يوم خلق الله السماوات والأرض وأمرهم بالمحافظة عليها لئلا تتبدل فيما يأتي من الزمان وأول من نسأ النسيء بنو مالك بن كنانة أبو عبيد بنو فقيم من كنانة أو أول من فعل ذلك نعيم بن ثعلبة من كنانة وكان يكون الموسم فإذا هم الناس بالصدر قام فخطب وقال لا مرد لما قضيت فلا أعاب ولا أحاب فيقول له المشركون لبيك فيسألونه أن ينسئهم شهرا يغيرون فيه فيقول فإن صفرا العام حرام فيحلون الأوتار وينزعون الأسنة الأزجة وإن قال حلال عقدوا الأوتار وشدوا الأزجة وأغاروا وكان من بعده جنادة بن عوف وهو الذي أدركه النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقال له القملش أو أول من نسي النسيء عمرو بن لحي بن قمعة بن جندب ((الفصل الثاني)) (()) تقول العرب أرخت وورخت فيقلبون الهمزة واوا لأن الهمزة نظير الواو في المخرج فالهمزة) من أقصى الحلق والواو من آخر الفم فهي محاذيتها ولذلك قالوا في وعد أعد وفي وجوه أجوه وفي أثوب أثوب وأحد ووحد فعلى ذلك يكون المصدر تاريخا وتوريخا بمعنى وقاعدة التاريخ عند أهل العربية أن يورخوا بالليالي دون الأيام لأن الهلال إنما يرى ليلا ثم إنهم يؤنثون الذكر ويذكرون المؤنث على قاعدة العدد لأنك تقول ثلاثة غلمان وأربع جوار إذا عرفت ذلك فإنك تقول في الليالي ما بين الثلاث إلى العشر ثلاث ليال إلى بابه وتقول في الأيام ما بين الثلاثة إلى العشرة ثلاثة أيام وأربعة أيام وبابه فإن قلت لأي شيء فعلوا ذلك والتأنيث فرع على التذكير كما تقرر في باب ما لا ينصرف لما كان التأنيث علة من الصرف قلت لأن الأصل في العدد التأنيث لكونه جماعة والمذكر الأصل فأنث الأصل في هذا الباب وبقي المذكر بغير تأنيث لأنه فرع ولأن الفرق لا يحصل إلا بزيادة والزيادة يحتملها المذكر لأنه أخف من المؤنث وقالوا يوم واحد ويومان وثلاثة أيام وما بعده إلى العشرة فلم يضيفوا واحد ولا اثنان إلى مميز فأما ما جاء من قول الشاعر الرجز * كأن خصييه من التدلدل * ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل *
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»