الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٣٤
ساعة تشتمل على الليل والنهار وهو جزء من ثلاثين جزءا من الشهر والعرب تورخ بالليالي لأن سنتهم وشهورهم قمرية وابتداء رؤية الهلال بالليل قال فشهدوا بصحة ما قلت واعترف إبراهيم وقال ليس هذا من علمي قال فخف عني ما دخلني من النفاسة ثم قتل المتوكل قبل دخول السنة الجديدة وولى المنتصر واحتيج إلى المال فطولب به الناس على الرسم الأول وانتقض ما رسمه المتوكل فلم يعمل به حتى ولي المعتضد فقال ليحيى بن علي المنجم قد كثر ضجيج الناس في أمر الخراج فكيف جعلت الفرس مع حكمتها وحسن سيرتها افتتاح الخراج في وقت لا يتمكن الناس من أدائه فيه قال فشرحت له أمره وقلت ينبغي أن يرد إلى وقته ويلزم يوما من أيام الروم فلا يقع فيه تغيير فقال الحق عبد الله بن سليمان فوافقه على ذلك فصرت إليه ووافقته وحسبنا حسابه فوقع في اليوم الحادي عشر من حزيران وأحكم أمره على ذلك وأثبت في الدواوين وكان النيروز الفارسي في وقت نقل المعتضد له يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة اثنين وثمانين ومائتين ومن شهور الروم الحادي عشر مكن نيسان فاخره حسبما أوجبه الكبس ستين يوما حتى رجع إلى وقته الذي كانت الفرس ترده إليه وكان قد مضى لذلك مائتان واثنتان وثلاثون سنة فارسية تكون من سني العرب مائتين وتسعة وثلاثين سنة وبضعة عشر يوما ووقع بعد التأخر يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنين وثمانين ومائتين ومن شهور الروم الحادي عشر من حزيران) انتهى ما حكاه العسكري قلت قوله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر التوبة الآية في النسيء قولان الأول إنه التأخير قال أبو زيد نسأت الإبل عن الحوض إذا أخرتها وكأن النسيء عبارة عن التأخير من شهر إلى شهر آخر والثاني هو الزيادة قال قطرب نسأ الله في الأجل إذا زاد فيه والصحيح الأول نسأت المرأة إذا حملت لتأخير حيضها ونسأت اللبن إذا أخرته حتى أكثر الماء فيه كانت العرب تعتقد تعظيم الأشهر الحرم تمسكا به من ملة إبراهيم عليه السلام وكان يشق عليهم الكف عن معايشهم وترك الإغارة والقتال ثلاثة أشهر على التوالي فنسئوا أي أخروا تحريم ذلك الشهر إلى غيره فأخروا حرمة المحرم إلى صفر فيحلون المحرم ويحرمون صفر وإذا احتاجوا إلى تحريم صفر أخروه إلى ربيع الأول هكذا كل شهر حتى يدور التحريم على شهور السنة كلها فقام الإسلام وقد رجع المحرم إلى موضعه وذلك بعد دهر طويل فخطب صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وقال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وواحد فرد وهو رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ووقف صلى الله عليه وسلم بعرفة في حجة الوداع يوم التاسع وخطب بمنى يوم العاشر واعلمهم أن
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»