الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٣٢
وثمانون سنة وأما المدة المحررة من هبوط آدم عليه السلام من الجنة إلى الأرض لتاريخ الليلة المسفرة عن صباح يوم الجمعة الذي كان فيه الطوفان عند اليهود ألف سنة وستمائة وخمسون سنة وعند النصارى ألفا سنة ومائتان واثنان وأربعون سنة وعند السامرة ألف وثلاثمائة سنة وسبع سنين وقال آخر المدة التي بين خلق آدم ويوم الطوفان ألفا سنة ومائتان وعشرون سنة وثلاثة وعشرون يوما وأما تاريخ الإسكندر المذكور في القرآن العظيم وتاريخ بخت نصر فمعلومان وتاريخ الطوفان مجهول فأردنا تصحيح ذلك وتحريره فصححناه بحركات الكواكب وأوساطها من وقت كون الطوفان الذي وضع فيه بطلميوس أوساط الكواكب في المجسطي فبمعاونة هذين الأصلين صححنا تاريخ الطوفان بحركات الكواكب كما تصحح حركات الكواكب بالتاريخ طردا فعكسنا ذلك إلى خلف وجمعنا أزمنته وحررناه فوجدنا بين الطوفان وبخت نصر من السنين الشمسية على أبلغ ما يمكن من التحرير ألفي سنة وأربعمائة سنة وثلثي سنة وربع سنة ومنه إلى تاريخ السريان أربعمائة سنة وستة وثلاثون سنة وجمعنا ذلك فكان ما بين الطوفان وذي القرنين بعد جبر الكسور ألفين وتسع مائة واثنين وثلاثين سنة ثم زدنا على ذلك ما بيننا وبين ذي القرنين إلى عامنا هذا وهو سنة إحدى وسبعين وستمائة للهجرة فبلغ من آدم عليه السلام إلى الآن ستة آلاف سنة وسبعمائة وتسعا وسبعين سنة على أبلغ ما يمكن من التحرير وقال وهب عاش آدم ألف سنة وفي التوراة تسعمائة وثلاثين سنة وكان بين آدم وطوفان نوح ألفا سنة ومائتان وأربعون سنة وبين الطوفان وإبراهيم عليه السلام تسعمائة وسبعة وأربعون سنة وبين إبراهيم وموسى عليهما السلام سبعمائة سنة وبين موسى وداود عليهما السلام خمسمائة سنة وبين داود وعيسى عليهما السلام ألف سنة ومائة سنة وبين عيسى ومحمد نبينا صلوات الله وسلامه عليهما ستمائة وعشرون سنة والله أعلم بالصواب (()) ((أقدم التواريخ التي بأيدي الناس)) زعم بعضهم أن أقدم التواريخ تاريخ القبط لأنه بعد انقضاء الطوفان وأقرب التواريخ المعروفة تاريخ يزدجرد بن شهريار الملك الفارسي وهذا هو تاريخ أرخه المسلمون عند افتتاحهم بلاد) الأكاسرة وهي البلاد التي تسمى بلاد إيران شهر وأما التاريخ المعتضدي فما أظنه تجاوز بلاد العراق وفيما بين هذه التواريخ تواريخ القبط والروم والفرس وبني إسرائيل وتاريخ عام الفيل وأرخ الناس بعد ذلك من عام الهجرة وأول من أرخ الكتب من الهجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وكان سبب ذلك أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر رضي الله عنه أنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب لا ندري على أيها نعمل قد قرأنا صكا منها محله شعبان فما ندري أي الشعبانين الماضي أو الآتي فعمل عمر رضي الله عنه على كتب التاريخ فأراد أن يجعل أوله رمضان فرأى أن الأشهر الحرم تقع حينئذ في سنتين فجعله من المحرم وهو
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»