الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٣١
((المقدمة)) وفيها فصول الأول كانت العرب تورخ في بني كنانة من موت كعب بن لؤي فلما كان عام الفيل أرخت منه وكانت المدة بينهما مئة وعشرين سنة قال صاحب الأغاني أبو الفرج أنه لما مات الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أرخت قريش بوفاته مدة لأعظامها إياه حتى إذا كان عام الفيل جعلوه تاريخا هكذا ذكره ابن دأب وأما الزبير بن بكار فذكر أنها تؤرخ بوفاة هشام بن المغيرة تسع سنين إلى أن كانت السنة التي بنوا فيها الكعبة فأرخوا بها انتهى وأرخ بنو إسماعيل عليه السلام من نار إبراهيم عليه السلام إلى بنائه البيت ومن بنائه البيت إلى تفرق معد ومن تفرق معد إلى موت كعب بن لؤي ومن عادة الناس ان يؤرخوا بالواقع المشهور والأمر العظيم فأرخ بعض العرب بعام الختان لشهرته قال النابغة الجعدي الوافر * فمن يك سائلا عني فإني * من الفتيان أيام الختان * * مضت مئة لعام ولدت فيه * وعام بعد ذاك وحجتان * * وقد أبقت صروف الدهر مني * كما أبقت من السيف اليماني * وكانت العرب قديما تورخ بالنجوم وهو أصل قولك نجمت على فلان كذا حتى يؤديه في) نجوم وقال بعضهم قالت اليهود إن الماضي من خلق آدم عليه السلام إلى تاريخ الإسكندر ثلاثة آلاف سنة وأربعمائة سنة وثمانية وأربعون سنة وقالت النصارى أنها خمسة آلاف سنة ومائة
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»