تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٢١
زحمة وما في قلوبهم رحمة، فقال أصحابنا: إن فشلنا عنهم سلونا البقاء، وما في عادتهم العادية شيء من الإبقاء، فهاجوا إلى الهيجا، وكان المقدم الأمير أبو الهجيا، واتصلت الحرب بين القصرين، ودام الشر يومين، وأخروجوا عن منازلهم العزيزة إلى الجيزة، وكانت لهم محلة تسمى المنصورة، فأخرجت وحرثت.
ولما عرف نور الدين النصر، واستقرار ملك مصر، وارتاح سره، وانسرح صدره، وأمد الصلاح بأخيه شمس الدولة تورانشاه.
4 (ملك الكز الري)) قلت: وأما مملكة الري فكانت بيد إينانج يؤدي حملا إلى إلدكز صاحب أذربيجان، فمنعه سنتين، وطالبه، فاعتذر بكثرة الجند والحاشية، فقصده إلدكز، فالتقيا وعملا مصافا، فانهزم إينانج، وتحصن بقلعة، فحصره إلدكز فيها. ثم كاتب إينانج وأطمعهم، فقتلوه، وسلموا البلد إلى إلدكز، فلم يف لهم بما وعد، وطردهم، فظفر خوارزم شاه بالذي باشر قتل إينانج، فأخذه وصلبه. وأما إلدكز فعاد إلى همذان، وكان هذه المدة قد سكنها.
4 (تملك شملة بلاد فارس ورده)) وفيها تملك الأمير شمله صاحب خوزستان بلاد فارس، ثم حشد صاحبها وجمع، وحارب شمله ونصر عليه، فرد شملة إلى بلاده.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»