تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٢٠
لأمره نفاذ، وبه في الشدة عياذ، وله بتحيل الحيل لياذ، وعلى القصر استحواذ، فتشمر وتنمر، وقال: من كسرى، ومن كيقباذ.
وتآمر هو ومن شايعه وبايعه عل مكاتبة الفرنج، فكاتبوهم خفية، فاتفق أن تركمانيا عبر بالبير البيضاء، فرأى نعلين جديدين مع إنسان، فأخذهما وجاء بهما إلى صلاح الدين، فوجد في) البطانة خرقا مكتوبة، ومكتومة، ومختومة، بالشر محتومة، وإذا هي إلى الفرنج من القصر، يرجون بالفرنج النصر فقال: دلوني على كاتب هذا الخط. فدلوه على يهودي من الرهط، فلما أحضروه لفظ بالشهادتين، واعترف أنه بأمر مؤتمن الخلافة كتبه، واستشعر الخصي العصي، وخشي أن تسبقه على شق العصي، فلزم القصر. وأعرض عنه صلاح الدين، ثم خرج إلى قرية له، فأنهض له السلطان صلاح الدين من أخذ رأسه في ذي القعدة.
ولما قتل هذا الخادم سار السودان وثاروا، ومن استعار السعير استعاروا، وأقاموا ثاني يوم قتله وجيشوا، وكانوا أكثر من خمسين ألفا، من كل أنبس أغلس، وأحمر أحمس، أجرى أجرس، ألسع أليس، أسود أسود، وأسحم حسامه يحسم، فحسبوا أن كل بيضاء شحمة، وكل سوداء فحمة، وحمراء لحمة، وأن كل ما أسدوه من العجاج مناله لحمة، فأقبلوا ونصرائهم
(٢٠)
مفاتيح البحث: شهر ذي القعدة (1)، القتل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»