فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣١١
فبعث إليهم مهران بن مهر بنداذ الهمذاني في اثنى عشر ألفا، فأمهل المسلمون له حتى عبر الجسر وصار مما يلي دير الأعور.
وروى سيف أن مهران صار عند عبور الجسر إلى موضع يقال له البويب، وهذا الموضع الذي قتل به، ويقال إن جنبتي البويب أفعمت عظاما (ص 253) حتى استوى وعفا عليها التراب زمان الفتنة، وإنما ما يثار هناك [شئ إلا وقعوا منها على شئ] وذلك ما بين السكون وبنى سليم. فكان مغيضا للفرات زمن الأكاسرة يصب في الجوف. وعسكر المسلمين بالنخيلة، وكان على الناس فيما تزعم بجيلة جرير بن عبد الله، وفيما تقول ربيعة المثنى بن حارثة. وقد قيل إنهم كانوا متسايدين، على كل قوم رئيسهم. فالتقى المسلمون وعدوهم، فأبلى شرحبيل بن السمط الكندي يومئذ بلاء حسنا، وقتل مسعود بن حارثة أخو المثنى بن حارثة. فقال المثنى: يا معشر المسلمين! لا يرعكم مصرع أخي، فإن مصارع خياركم هكذا. فحملوا حملة رجل واحد محققين صابرين حتى قتل الله مهران وهزم الكفرة. فاتبعهم المسلمون يقتلونهم فقل من نجا منهم. وضارب قرط بن جماح العبدي يومئذ حتى انثنى سيفه، وجاء الليل فتتاموا إلى عسكرهم وذلك في سنة أربع عشرة. فتولى قتل مهران جرير بن عبد الله والمنذر ابن حسان بن ضرار الضبي، فقال هذا: أنا قتلته، وقال هذا: أنا قتلته، وتنازعا نزاعا شديدا. فأخذ المنذر منطقته وأخذ جرير سائر سلبه.
ويقال إن الحصن بن معبد بن زرارة بن عدس التميمي كان ممن قتله.
631 - ثم لم يزل المسلمون يشنون الغارات ويتابعونها فيما بين الحيرة وكسكر، وفيما بين كسكر وسورا وبربيسما وصراة جاماسب، وما بين الفلوجتين
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست