فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٩٤
فتح قزوين وزنجان 799 - حدثني عدة من أهل قزوين وبكر بن الهيثم، عن شيخ من أهل الري، قالوا: وكان حصن قزوين يسمى بالفارسية كشوين، ومعناه الحد المنظور إليه، أي المحفوظ. وبينه وبين الديلم جبل ولم يزل فيه لأهل فارس مقاتلة من الأساورة يرابطون فيه فيدفعون الديلم إذا لم يكن بينهم هدنة، ويحفظون بلدهم من متلصصيهم وغيرهم إذا جرى بينهم صلح.
وكانت دستبي مقسومة بين الري وهمذان، فقسم يدعى الرازي وقسم يدعى الهمذاني. فلما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة ولى جرير بن عبد الله همذان، وولى البراء بن عازب قزوين، وأمره أن يسير إليها، فإن فتحها الله على يده غزا الديلم منها، وإنما كان مغزاهم قبل ذلك من دستبي. فسار البراء ومعه حنظلة بن زيد الخيل حتى أتى أبهر. فقام على حصنها، وهو حصن بناه بعض الأعاجم على عيون سدها بجلود البقر والصوف، واتخذ عليها دكة، ثم أنشأ الحصن عليها. فقاتلوه ثم طلبوا الأمان، فآمنهم على مثل ما أمن عليه حذيفة أهل نهاوند، وصالحهم على ذلك، وغلب على أراضي أبهر.
ثم غزا أهل حصن قزوين. فلما بلغهم قصد المسلمين لهم وجهوا إلى الديالمة يسئلونهم نصرتهم فوعدوهم أن يفعلوا. وحل البراء والمسلمون بعقوتهم، فخرجوا لقتالهم، والديلميون وقوف على الجبل لا يمدون إلى المسلمين يدا. فلما رأوا ذلك طلبوا الصلح. فعرض عليهم ما أعطى أهل أبهر، فأنفوا من الجزية وأظهروا الاسلام.
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»
الفهرست