سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٤٦
أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن إسحاق يشتهي الحديث، فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه.
قلت: هذا الفعل سائغ، فهذا " الصحيح " للبخاري فيه تعليق كثير.
وقال أحمد: ابن إسحاق أحب إلي من موسى بن عبيدة.
قلت: موسى ضعفوه.
وقال أحمد: كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال: حدثني. وإذا لم يكن، قال: قال.
وقال أحمد: قدم ابن إسحاق بغداد، فكان لا يبالي عمن يحكي، عن الكلبي وعن غيره. وقال: ليس هو بحجة.
قال أبو العباس بن عقدة: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، كان أبي يتبع حديث ابن إسحاق، فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في " المسند "، وما رأيته أبقى حديثه قط. قيل له: يحتج به؟ قال: لم يكن يحتج به في السنن.
وقال أيوب بن إسحاق بن سافري (1): سألت أحمد بن حنبل فقلت: إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله؟ قال: لا والله، إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا قال: وأما علي بن المديني، فكان يثني عليه ويقدمه.
وروى محمد بن عثمان العبسي، عن علي: هو صالح وسط. وروى ابن أبي خيثمة عن يحيى: ليس به بأس. وقال مرة: ليس بذاك. وسمعت

(1) سافري: بفتح السين، وسكون الألف، وكسر الفاء. مترجم في " الجرح والتعديل ": 2 / 241، و " اللباب ": 2 / 92 - 93.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»