سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٦٥
أحد السابقين. واسمه مهشم (1) فيما قيل. أسلم قبل دخولهم دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة مرتين. وولد له بها محمد بن أبي حذيفة، ذاك الثائر (2) على عثمان بن عفان، ولدته له سهلة بنت سهيل بن عمرو، وهي المستحاضة (3). وقد تزوج بها عبد الرحمن بن عوف، وهي التي أرضعت سالما، وهو كبير، لتظهر عليه. وخصا بذاك الحكم عند جمهور العلماء (4).
وعن أبي الزناد أن أبا حذيفة بن عتبة دعا يوم بدر أباه إلى البراز، فقالت أخته أم معاوية هند بنت عتبة:

(1) مهشم: قال السهيلي، في " الروض الأنف "، في رده على ابن هشام في تسميته أبا حذيفة مهشما: وهو وهم عند أهل النسب، فإن مهشما إنما هو أبو حذيفة بن أخي هاشم وهشام ابني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وأما أبو حذيفة بن عتبة فاسمه قيس فيما ذكروا.
(2) محمد بن أبي حذيفة. ولد بأرض الحبشة، ضمه عثمان إليه بعد أن استشهد أبوه باليمامة.
توجه إلى مصر في خلافة عثمان، وكان من أشد الناس تأليبا عليه. خدعه معاوية وسجنه. وقال ابن قتيبة: قتله رشدين مولى معاوية. وقال ابن الكلبي: قتله مالك بن هبيرة السكوني.
وانظر ترجمته وما قام به من أحداث: " الاستيعاب " 10 / 26، و " الإصابة " 9 / 110 و " أسد الغابة " 5 / 87.
(3) أخرج أبو داود (295) في الطهارة: باب من قال: تجمع بين الصلاتين وتغتسل لهما غسلا، حدثني عبد العزيز بن يحيى، حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، عن عائشة أن سهلة بنت سهيل استحيضت، فأتت النبي، صلى الله عليه وسلم، فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة. فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل، والمغرب والعشاء بغسل، وتغتسل للصبح ". وانظر ترجمتها في " الاستيعاب " 13 / 50 و " أسد الغابة " 7 / 154، و " الإصابة " 12 / 319 - 320.
(4) سيرد هذا الخبر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة ص (166) أنظره هناك.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»