تاريخ ابن معين ، الدوري - يحيى بن معين - ج ٢ - الصفحة ٣٧٣
حدثنا يحيى قال حدثنا عبد الله بن صالح بسم الله الرحمن الرحيم من الليث بن سعد إلى مالك بن أنس سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد عافانا الله وإياك وأحسن العاقبة في الدنيا والآخرة وقد بلغني كتابك تذكر من صلاح حالك الذي سرني فأدام الله ذلك لكم وأتمه بالعون على الشكر له وبه والزيادة في أحسنه وذكرت نظرك في الكتب التي بعثت إليك بها وإقامتك إياها وختمك عليها بخاتمك وقد أتتنا فآجرك الله فيما قدمت منها فإنها كتب انتهت إلى عنك فأحببت أن أبلغ تحقيقها بنظرك فيها وذكرت أنه قد نشطك ما كتبت إليك فيه من تقويم ما أتاني عنك إلى ابتدائي بالنصيحة وانك ترجو أن يكون لها عندي موضع أو قال يحيى موقع وأنه لم يمنعك من ذلك فيما خلا إلا أن يكون رأيك فينا جميلا إلا أني لم أذاكرك مثل هذا وأنه بلغك أني أفتى بأشياء مخالفة لما عليه جماعة الناس عندكم وأنه يحق على الخوف على نفسي لاعتماد من قبلي على ما أفتيهم به وأن الناس تبع لأهل المدينة إليها كانت الهجرة وبها نزل القرآن وقد أصبت بالذي كتبت به من ذلك إن شاء الله ووقع مني بالموقع الذي تحب وما أجد أحدا ينسب إليه العلم أكره لشواذ الفتيا ولا أشد تفضيلا أو قال تفصيلا لعلم أهل المدينة الذين مضوا ولا أخذا بفتياهم فيما اتفقوا عليه مني والحمد لله وأما ما ذكرت من مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن عليه بين ظهراني أصحابه وما علمهم الله منه وأن الناس صاروا تبعا لهم فكما ذكرت وأما ما ذكرت من قول الله تبارك وتعالى والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم فإن كثيرا من أولئك
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست