تاريخ ابن معين ، الدوري - يحيى بن معين - ج ٢ - الصفحة ٣٧٧
بعضها فلم تجبني في كتابي فتخوفت أن تكون استثقلت ذلك فتركت الكتاب إليك في شئ مما أنكرت وفيما أردت فيه علم رأيك وذلك أنه كان بلغني أنك أمرت زفر بن عاصم الهلالي حين أراد أن يستسقي أن يقدم الصلاة قبل الخطبة فأعظمت ذلك لان الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة كهيئة يوم الجمعة إلا أن الامام إذا دنا فراغه من الخطبة حول وجهه إلى القبلة فدعا وحول رداءه ثم نزل فصلى وقد استسقى بين ظهرانيكم عمر بن عبد العزيز وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما فكلهم يقدم الخطبة والدعاء قبل الصلاة فاستهتر الناس الذي صنع زفر بن عاصم من ذلك واستنكروه ومن ذلك أنه ذكر لي أنك تقول إن الخليطين في المال لا يجب عليهما الزكاة حتى يكون لكل واحد منهما ما يجب فيه الصدقة وفي كتاب عمر بن الخطاب أنه يجب عليهما الصدقة ويترادان بينهما بالسوية وقد كان ذاك الذي يعمل به في ولاية عمر بن عبد العزيز قبلكم والذي حدثنا به يحيى بن سعيد ولم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه فرحمه الله وغفر له وجعل الجنة مصيره ومن ذلك أنه بلغني أنك تقول إذا أفلس الرجل وقد باعه رجل سلعة فتقاضى طائفة من ثمنها شيئا أو أنفق المشترى طائفة منها أنه يأخذ ما وجد من متاعه وكان الناس على أن البائع إذا تقاضى من ثمنها شيئا أو أنفق المشتري منها شيئا فليست بعينها ومن ذلك يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعط الزبير إلا لفرس واحد والناس كلهم يحدثون أنه أعطاه أربعة أسهم لفرسين ومنعه سهم الفرس الثالث والأمة كلهم على هذا الحديث أهل الشام وأهل مصر وأهل إفريقية وأهل العراق ولا يختلف فيه اثنان فلم يكن ينبغي وإن كنت سمعته من رجل مرضي أن يخالف الأمة أجمعين وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذه وأنا أحب توفيق الله إياك وطول بقائك لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة وما أخاف أن يكون من المضيعة
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 » »»
الفهرست