الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٣١٣
لأنه صلى الله عليه وآله: أفصح من نطق بالضاد.
وفي تراكيبه.، أسرار ودقايق، لا يوقف عليها ألا بها، كما هي.
فإن لكل تركيب من التراكيب معنى.، بحسب الفصل والوصل، والتقديم والتأخير.، لو لم يراع، لذهب مقاصدها.
بل، لكل كلمة مع صاحبتها خاصية مستقلة.، كالتخصيص والاهتمام، وغيرهما.
وكذا، الألفاظ التي ترى: مشتركة، أو مترادفة.، إذا وضع كل موضع الاخر، فات المعنى الذي قصد به (1).
- 2 - ومن ثم قال (صلى الله عليه وآله):
(نضر الله عبدا " سمع مقالتي (2)، فحفظها، ووعاها، وأداها كما سمعها.
فرب حامل فقه غير فقيه.
(ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) (3).

(١) ينظر: وصول الأخيار: ص ١٥١، ومقباس الهداية: ص ١٩٤).
(٢) والذي في النسخة الرضوية: ورقة ٤٧، لوحة أ.، سطر ١٤: (نصر الله...) (٣) ينظر: سنن ابن ماجة: ١ / ٨٤ - ٨٦، و ٢ / ١٠١٥، وسنن الترمذي: ٥ / ٣٤، وسنن أبي داوود:
٣ / ٣٢٢، و ٣ / ٤٣٨، وكشف الخفاء: ٢ / ٣١٩، وتحف العقول: ٤١ - ٤٢، والكفاية للخطيب: ص ١٧٣.
غير أن الشيخ المامقاني قال: ورد:
أولا ": يمنع صحة السند.
وثانيا ": بأنها مضطربة المتن.، ففي (البداية) كما نقلناه.، وفي نسخة: نضر، بالضاد المعجمة.، وفي ثالثة:
بالصاد المهملة.، وفي رابعة: رحم الله، بدل (نضر الله).، ثم، إن جملة من النسخ، اقتصرت على الفقرة الأخيرة.، و أخرى على التي قبلها، بتلك العبارة، أو بتغييرها إلى قوله (ص): فرب حامل فقه إلى من لا فقه له.
وثالثا ": بأنها قد تضمنت دعاء، ولا دلالة في ذلك على الوجوب.
ورابعا ": بمنع الدلالة على وجوب التأدية بلفظه.، لصدق التأدية كما سمعه عرفا "، بمجرد أداء المعنى كما هو، من غير تفاوت.
وخامسا ": بأنها معارضة بما مر، مما هو أقوى منها سندا " ودلالة ".، وقضية الجمع تنزيلها على تأدية المعنى كما سمع، أو على الاستحباب).، (مقباس الهداية: ص 193 - 194).، وينظر: تدريب الراوي: ص 374.
وينظر البحث الموسع في الحديث المتواتر، وتعليقات الشيخ العلامة محي الدين عبد الحميد (رحمه الله) في توضيح الأفكار شرح تنقيح الانظار - للصنعاني -: 2 / 401 - 412.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»