الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٨٨
القول في حجية الخبر الواحد في الجملة في قبال من ينفي حجيته ثم إنه لا يهمنا البحث في أن هذه المسألة من مسائل أصول الفقه من جهة أن البحث فيه بحث عن أحوال السنة التي هي من موضوعات أصول الفقه لان معنى حجية الخبر أن السنة تثبت بالخبر الواحد لكي يشكل بأن البحث فيه في الحقيقة بحث في أن ما شك أنه قول المعصوم هل هو حجة علينا بسبب أخبار الثقة أو لا فهذا بحث عن أحوال هذا المشكوك وليس بحثا عن أحوال السنة أو أن البحث عن دليلية الدليل أو حجية أمر بحث عن أحوال الدليل أو الحجة وموضوع علم الأصول هو الدليل والحجة حتى يشكل بأن إحراز الموضوع ليس من مباحث العلم لان بعد ما علمنا أن علم الأصول قواعد ممهدة لاستنباط الأحكام الشرعية الفرعية وعلمنا أن البحث عن حجية الخبر من جملة هذه القواعد لان أكثر الاحكام يبتني على هذه القاعدة فلا يهمنا البحث بعد ذلك أنها من أحوال الدليل أو الحجة أو السنة لكي نحتاج إلى دفع الاشكالات الواردة.
فنقول لا ريب في حجيتها في الجملة لان من البديهيات الأولية أن الأنبياء عليهم السلام وكذا أوصياءهم من زمان آدم عليه السلام إلى زمن الخاتم صلى الله عليه وآله بلغوا الأوامر والنواهي الإلهية إلى أكثر الأمم بتوسط الثقات وأخذ من آمن بهم الأحكام الإلهية بتوسط من يوثق به من
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»