الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٦٦
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة وجعلنا بعضكم لبضع فتنة قال هو التفاضل في الدنيا والقدرة والقهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجعلنا بعضكم لبعض فتنة قال يمسك على هذا ويوسع على هذا فيقول لم يعطني ربى ما أعطى فلانا ويبتلي بالوجع فيقول لم يجعلني ربى صحيحا مثل فلان في أشباه ذلك من البلاء ليعلم من يصبر ممن يجزع وكان ربك بصيرا بمن يصبرون من يجزع * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو شاء الله لجلعكم أغنياء كلكم لا فقير فيكم ولو شاء الله لجعلكم فقراء كلكم لا غنى فيكم ولكن ابتلى بعضكم ببعض * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن رفاعة بن رافع الزرقي قال قال رجل يا رسول الله كيف ترى في رقيقنا أقوام مسلمين يصلون صلاتنا ويصومون صومنا نضربهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توزن ذنوبهم وعقوبتكم إياهم فان كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم قال أفرأيت سبنا إياهم قال يوزن ذنبهم وأذاكم إياهم فان كان أذاكم أكثر أعطوا منكم قال الرجل ما أسمع عدوا أقرب إلى منهم فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا فقال الرجل أرأيت يا رسول الله ولدى أضر بهم قال إنك لا تتهم في ولدك فلا تطيب نفسا تشبع ويجوع ولا تكتسي ويعروا * قوله تعالى (وقال الذين لا يرجون لقاءنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقال الذين لا يرجون لقاءنا قال هذا قول كفار قريش لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا فيخبرنا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله وقال الذين لا يرجون لقاءنا قال لا يسألون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة لولا أنزل علينا الملائكة أي تراهم عيانا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وعتوا عتوا كبيرا قال شدة الكفر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال العتو في كتاب الله التجبر * قوله تعالى (يوم يرون الملائكة) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يوم يرون الملائكة قال يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله لا بشرى يومئذ للمجرمين قال إذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى فإذا رأى ذلك الكفار قالوا للملائكة بشرونا قالوا حجرا محجورا حراما محرما ان نتلقاكم بالبشرى * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ويقولون حجرا محجورا قال عوذا معاذا الملائكة تقوله وفي لفظ قال حراما محرما أن تكون البشرى اليوم الا للمؤمنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ويقولون حجرا محجورا قال تقول الملائكة حراما محرما على الكفار البشرى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك ويقولون حجرا محجورا قال تقول الملائكة حراما محرما على الكفار البشرى حين رأيتمونا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري ويقولون حجرا محجورا قال حراما محرما أن نبشركم بما نبشر به المتقين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله ويقولون حجرا محجورا قال هي كلمة كانت العرب تقولها كان الرجل إذا نزلت به شدة قال حجرا محجورا حراما محرما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كانت المرأة إذا رأت الشئ تكرهه تقول حجر من هذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال لما جاءت زلازل الساعة فكان من زلازلها ان السماء انشقت فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها على سعة كل شئ 7 تشقق فهي من السماء فذلك قوله يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا حراما محرما أيها المجرمون ان تكون لكم البشرى اليوم حين رأيتمونا * قوله تعالى (وقدمنا إلى ما عملوا) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وقدمنا إلى ما عملوا من عمل قال قدمنا إلى ما عملوا من خير ممن لا يتقبل منه في الدنيا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في قوله هباء منثورا قال الهباء شعاع الشمس الذي يخرج من الكوة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال الهباء ريح الغبار يسطع ثم يذهب فلا يبقى منه شئ فجعل الله أعمالهم كذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست