الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٦١
فقام إليه أبو المدله اليحصبي في شئ وجده في بطنه فأشار إليه عمرو بيده أي انصرف فسألت عمرا وأبا المدله فقال هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعون * قوله تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال كانوا يقولون يا محمد يا أبا القاسم فنهاهم الله عن ذلك اعظاما لنبيه صلى الله عليه وسلم فقالوا يا بنى الله يا رسول الله * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يعنى كدعاء أحدكم إذا دعا أخاه باسمه ولكن وقروه وعظموه وقولوا له يا رسول الله ويا نبي الله * وأخرج عبد الغنى بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في تفسيره عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يريد ولا تصيحوا به من بعيد يا أبا القاسم ولكن كما قال الله في الحجرات ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال أمرهم الله ان يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في تجهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال أمر الله ان يهاب نبيه وان يبجل وان يعظم وان يفخم ويشرف * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال لا تقولوا يا محمد ولكن قولوا يا رسول الله * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والحسن مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم الآية يقول دعوة الرسول عليكم موجبة فاحذروها * وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبي في الآية قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم على بعض * قوله تعالى (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال هم المنافقون كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة ويعنى بالحديث الخطبة فيلوذون ببعض الصحابة حتى يخرجوا من المسجد وكان لا يصلح للرجل ان يخرج من المسجد الا باذن من النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة بعدما يأخذ في الخطبة وكان إذا أراد أحدهم الخروج أشار بإصبعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيأذن له من غير أن يتكلم الرجل لان الرجل منهم كان إذا تكلم والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب بطلت جمعته * وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل قال كان لا يخرج أحد لرعاف أو احداث حتى يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بإصبعه التي تلى الابهام فيأذن له النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بيده وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج فأنزل الله قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال يتسللون عن نبي الله وعن كتابه وعن ذكره * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لو إذا قال خلافا * وأخرج عبد بن حميد عن سفيان قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال يتسللون من الصف في القتال فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة قال إن يطبع على قلوبهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن صالح قال انى لخائف على من ترك المسح على الخفين ان يكون داخلا في هذه الآية فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن يحيى بن أبي كثير قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ان يقاتلوا ناحية من خيبر فانصرف الرجال عنهم وبقى رجل فقاتلهم فرموه فقتلوه فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصلى عليه فقال أبعد ما نهينا عن القتال فقالوا نعم فتركه ولم يصل عليه * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال أشد حديث سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في سعد بن معاذ في أمر القبر ولما كانت غزوة تبوك قال لا يخرج معنا الا رجل مقو فخرج رجل على بكر له صعب فصرعه فمات فقال الناس الشهيد الشهيد فامر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا ان ينادى في الناس لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ولا يدخل الجنة عاص * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو لا يقاتل أحد منك فعمد رجل منهم ورمى العدو وقاتلهم فقتلوه فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم استشهد فلان فقال أبعد ما نهيت عن القتال قالوا نعم قال لا يدخل
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست