الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٥٦
بعد صلاة العشاء ومن قبل صلاة الصبح * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنه ركب إلى عبد الله بن سويد أخي بنى حارثة بن الحارث يسأله عن العورات الثلاث وكان يعمل بهن فقال ما تريد قال أريد أن أعمل بهن فقال إذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل على أحد من أهلي بلغ الحلم الا بإذني الا أن أدعوه فذلك اذنه ولا إذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى تصلى الصلاة ولا إذا صليت العشاء الآخرة ووضعت ثيابي حتى أنام قال فتلك العورات الثلاث * وأخرج ابن سعد عن سويد بن النعمان أنه سئل عن العورات الثلاث فقال إذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل على أحد من أهلي الا أن أدعوه فذلك اذنه وإذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى يصلى الصبح وإذا صليت العشاء وضعت ثيابي فتلك العورات الثلاث * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال آية لم يؤمن بها أكثر الناس آية الاذن وإني لآمر جاريتي هذه لجارية قصيرة قائمة على رأسه ان تستأذن على * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال هذه الآية تهاون الناس بها يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم وما نسخت قط * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي في قوله ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قال ليست منسوخة قيل فان الناس لا يعملون بها قال الله المستعان * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال يمكث الناس في الساعات الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بهن يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية والآية التي في سورة النساء وإذا حضر القسمة الآية والآية التي في الحجرات ان أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية قال إذا خلا الرجل باهله بعد العشاء فلا يدخل عليه خادم ولا صبي الا باذنه حتى يصلى الغداة وإذا خلا باهله عند الظهر فمثل ذلك ورخص لهم في الدخول فيما بين ذلك بغير اذن وهو قوله ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن فاما من بلغ الحلم فإنه لا يدخل على الرجل وأهله الا باذنه على كل حال وهو قوله وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم * وأخرج أبو داود ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس ان رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن فقال ابن عباس ان الله ستير يحب الستر وكان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حجال في بيوتهم فربما فاجا الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله فأمرهم الله ان يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله ثم جاء الله بعد بالستور وبسط الله عليهم في الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال فرأى الناس ان ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر في قوله ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم قال هو على الذكور دون الإناث * وأخرج الفريابي عن ابن عمر في قوله ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح ب‍؟ دهن طوافون عليكم قال هو للإناث دون الذكور ان يدخلوا بغير اذن * وأخرج ابن مردويه عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم الآية قال نزلت في النساء ان يستأذن علينا؟؟؟ خرج الحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قال النساء فان الرجال يستأذنون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي في هذه الآية قال هي في النساء خاصة الرجال يستأذنون على كل حال بالليل والنهار * وأخرج الفريابي عن موسى بن أبي عائشة قالت سألت الشعبي عن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم أمنسوخة هي قال لا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال أبناؤكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله طوافون عليكم قال يعنى بالطوافين الدخول والخروج غدوة وعشية بغير اذن وفي قوله إذا بلغ الأطفال يعنى الصغار منكم الحلم يعنى من الأحرار من ولد الرجل وأقاربه فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم يعنى كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله كما استأذن الذين من قبلهم قال كما استأذن الذين بلغوا الحلم من
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست