الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٤٣
فيتبعه من الحسنات أمثال الجبال فيشخص الناس إليها أبصارهم ثم يقوم بين يدي الرحمن ثم يأمر المنادى ينادى من كانت له تباعة أو ظلامة عند فلان بن فلان فهلم فيقومون حتى يجتمعوا قياما بين يدي الرحمن فيقول الرحمن اقضوا عن عبدي فيقولون كيف نقضي عنه فيقول خذوا لهم من حسناته فلا يزالون يأخذون منها حتى لا تبقى منها حسنة وقد بقى من أصحاب الظلامات فيقول اقضوا عن عبدي فيقولون لم يبق له حسنة فيقول خذوا من سيئاتهم فاحملوها عليه ثم نزع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم * وأخرج أحمد عن حذيفة رضي الله عنه قال سال رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامسك القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومن أجور من تبعهم غير منقص من أجورهم شيئا ومن أسن شرا فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا * وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن أبي هريرة وأبى الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيروا سبق المفردون قيل يا رسول الله ومن المفردون قال الذين يهترون في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا * قوله تعالى (ولقد أرسلنا نوحا) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث الله نوحا وهو ابن أربعين سنة ولبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال كان عمر نوح عليه السلام قبل أن يبعث إلى قومه وبعدما بعث ألفا وسبعمائة سنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال قال لي ابن عمر رضي الله عنهما كم لبث نوح عليه السلام في قومه قلت الف سنة الا خمسين عاما قال فان من كان قبلكم كانوا أطول أعمارا ثم لم يزل الناس ينقصون في الأخلاق والآجال والأحلام والأجسام إلى يومهم هذا * وأخرج ابن جرير عن عون بن أبي شداد رضى الله تعالى عنه قال إن الله أرسل نوحا عليه السلام إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الدنيا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء ملك الموت إلى نوح عليه السلام فقال يا أطول النبيين عمرا كيف وجدت الدنيا ولذتها قال كرجل دخل بيتا له بابان فوقف وسط الباب هنيهة ثم خرج من الباب الآخر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاخذهم الطوفان قال الماء الذي أرسل عليهم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال الطوفان الغرق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فأنجيناه وأصحاب السفينة قال نوح وبنوه ونساء بنيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وجعلناها آية للعالمين قال أبقاها الله آية فهي على الجودي والله أعلم * قوله تعالى (وإبراهيم إذ قال لقومه) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله انما تعبدون من دون الله أوثانا قال أصناما وتخلقون إفكا قال تصنعون أصناما * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن في قوله وتخلقون إفكا قال تنحتون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وتخلقون إفكا قال تصنعون كذبا * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده قال يبعثه وفي قوله فانظروا كيف بدأ الخلق قال خلق السماوات والأرض ثم الله ينشئ النشأة الآخرة قال البعث بعد الموت وفي قوله فما كان جواب قومه قال قوم إبراهيم وفي قوله فأنجاه الله من النار قال قال كعب ما أحرقت النار منه الا وثاقه وفي قوله قال انما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا قال اتخذوها لثوابها في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا قال صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة الا خلة المتقين وفي قوله فآمن له لوط قال فصدقه لوط وقال انى مهاجر إلى ربى قال هاجرا جميعا من كوني وهي من سواد الكوفة إلى الشام وفي قوله وآتيناه اجره في الدنيا قال عافية وعملا صالحا وثناء حسنا فلست تلقى أحدا من أهل الملل الا يرضى إبراهيم يتولاه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست