الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٤٢
فامتنعت من الطعام والشراب حتى جعلوا يسجرون فاها بالعصا فنزلت هذه الآية ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك به ما ليس لك به علم فلا تطعمها الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما قال أنزلت في سعد بن مالك رضي الله عنه لما هاجر قالت أمه والله لا يظلني ظل حتى يرجع فأنزل الله في ذلك أن يحسن إليهما ولا يطيعهما في الشرك * قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله) الآيتين * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله إلى قوله وليعلمن المنافقين قال أناس يؤمنون بألسنتهم فإذا أصابهم بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم أو أموالهم فتنوا فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية قال كان أناس من المؤمنين آمنوا وهاجروا فلحقهم أبو سفيان فرد بعضهم إلى مكة فعذبهم فافتتنوا فأنزل الله فيهم هذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله فإذا أوذي في الله الآية قال إذا أصابه بلاء في الله عدل بعذاب الله عذاب الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فتنة الناس الآية قال يرتد عن دين الله إذا أوذي في الله * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة وأبو يعلى وابن حبان وأبو نعيم والبيهقي في شعب الايمان والضياء عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أتت على ثالثة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد الا ما يوارى إبط بلال * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية قال ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين رجعوا إلى الكفر والشرك مخافة من يؤذيهم وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله * واخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ومن الناس من يقول آمنا بالله إلى قوله وليعلمن المنافقين قال هذه الآيات نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة وهذه الآيات العشر مدنية * قوله تعالى (وقال الذين كفروا للذين آمنوا) الآيتين * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم قال قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم قالوا لا نبعث نحن ولا أنتم فاتبعونا فان كان عليكم شئ فعلينا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك وقال الذين كفروا هم القادة من الكفار للذين آمنوا لمن آمن من الاتباع اتبعوا سبيلنا ديننا واتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وما هم بحاملين قال بفاعلين وليحملن أثقالهم قال أوزارهم وأثقالا مع أثقالهم قال أوزار من أضلوا * واخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن الحنفية رضي الله عنه قال كان أبو جهل وصناديد قريش يتلقون الناس إذا جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون يقولون انه يحرم الخمر ويحرم الزنا ويحرم ما كانت تصنع العرب فارجعوا فنحن نحمل أو زاركم فنزلت هذه الآية وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم قال هي مثل التي في النحل ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم قال حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل أجور الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا قال عون وكان الحسن رضي الله عنه مما يقرأ عليها وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظلم فان الله يقول يوم القيامة وعزتي لا يجيزني اليوم ظلم ثم ينادى مناد فيقول أين فلان بن فلان فيؤتى
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست