الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٤١
بمكة * وأخرج الدارقطني في السنن عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات يقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت أو الروم وفي الثانية بيس * قوله تعالى (ألم أحسب الناس) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله ألم أحسب الناس أن يتركوا الآية قال أنزلت في أناس بمكة قد أقروا بالاسلام فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لما نزلت آية الهجرة انه لا يقبل منكم اقرار ولا اسلام حتى تهاجروا قال فخرجوا عامدين إلى المدينة فاتبعهم المشركون فردوهم فنزلت فيهم هذه الآية فكتبوا إليهم انه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا نخرج فان اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ألم أحسب الناس الآية قال نزلت في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم من القرآن فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال نزلت هذه الآيات في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة وهؤلاء الآيات العشر مدنيات وسائرها مكي * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال نزلت في عمار بن ياسر يعذب في الله أحسب الناس أن يتركوا الآية * وأخرج ابن المنذر عن بان جريج قال سمعت ابن عمير وغيره يقولون كان أبو جهل لعنه الله يعذب عمار بن ياسر وأمه ويجعل على عمار درعا من حديد في اليوم الصائف وطعن في حيا أمه برمح ففي ذلك نزلت أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهم لا يفتنون قال لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم ولقد فتنا الذين من قبلهم قال ابتلينا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال يبتلون ولقد فتنا الذين من قبلهم قال ابتلينا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا قال ليعلم الصادق من الكاذب والطائع من العاصي وقد كان يقال ان المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار وكان يقال ان مثل الفتنة كمثل الدرهم الزيف يأخذه الأعمى ويراه البصير * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه انه كان يقرأ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين قال يعلمهم الناس * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كان الله يبعث النبي إلى أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء اجله في الدنيا ثم يقبضه الله إليه فتقول الأمة من بعده أو من شاء الله منهم انا على منهاج النبي وسبيله فينزل الله بهم البلاء فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصادق ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أول من أظهر اسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وسمية أم عمار وعمار وصهيب وبلال والمقداد فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبى طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فاخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم أحد الا وقد أتاهم على ما أرادوا الا بلالا رضي الله عنه فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فاعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد والله تعالى أعلم * قوله تعالى (أم حسب الذين يعملون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه أم حسب الذي يعملون السيئات قال الشرك * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان يسبقونا قال إن يعجزونا * قوله تعالى (من كان يرجو لقاء الله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه من كان يرجو لقاء الله قال من كان يخشى البعث في الآخرة * قوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قالت أمي لا آكل طعاما ولا أشرب شرابا حتى تكفر بمحمد
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست