الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٩٩
أحمد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر قام فخطب الناس فقال يا أيها الناس لا تسألوا نبيكم عن الآيات فان قوم صالح سألوا نبيهم ان يبعث إليهم آية فبعث الله إليهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها ويحتلبون من لبنها مثل الذي كانوا يأخذون من مائها يوم غبها وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فوعدهم الله العذاب بعد ثلاثة أيام وكان وعدا من الله غير مكذوب ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من كان منهم تحت مشارق الأرض ومغاربها الا رجلا كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله فقيل يا رسول الله من هو قال أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه من حديث أبي الطفيل مرفوعا مثله * وأخرج أحمد وابن المنذر عن أبي كبشة الأنماري قال لما كان في غزوة تبوك تسارع قوم إلى أهل الحجر يدخلون عليهم فنودي في الناس ان الصلاة جامعة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول علام يدخلون على قوم غضب الله عليهم فقال رجل نعجب منهم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم استقيموا وسددوا فان الله لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي الله بقوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ان ثمود لما عقروا الناقة تغامزوا وقالوا عليكم الفصيل فصعد الفصيل القارة جبلا حتى إذا كان يوما استقبل القبلة وقال يا رب أمي يا رب أمي يا رب أمي فأرسلت عليهم الصيحة عند ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي الهذيل قال لما عقرت الناقة صعد بكرها فوق جبل فرغا فما سمعه شئ الا همد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال لما قتل قوم صالح الناقة قال لهم صالح ان العذاب آتيكم قالوا له وما علامة ذلك قال إن تصبح وجوهكم أول يوم محمرة وفى اليوم الثاني مصفرة وفى اليوم الثالث مسودة فلما أصبحوا أول يوم احمرت وجوههم فلما كان اليوم الثاني اصفرت وجوههم فلما كان يوم الثالث أصبحت وجوههم مسودة فأيقنوا بالعذاب فتحنطوا وتكفنوا وأقاموا في بيوتهم فصاح بهم جبريل صيحة فذهبت أرواحهم * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال إن الله بعث صالحا إلى ثمود فدعاهم فكذبوه فسألوا ان يأتيهم بآية فجاءهم بالناقة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم فأقروا بها جميعا فكانت الناقة لها شرب فيوم تشرب فيه الماء نهر بين جبلين فيزحمانه ففيها أثرها حتى الساعة ثم تأتى فتقف لهم حتى يحتلبوا اللبن فترويهم ويوم يشربون الماء لا تأتيهم وكان معها فصيل لها فقال لهم صالح انه يولد في شهركم هذا مولود يكون هلاككم على يديه فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر فذبحوا أبناءهم ثم ولد للعاشر ابن فأبى أن يذبح ابنه وكان لم يولد له قبله شئ وكان أبو العاشر أحمر أزرق فنبت نباتا سريعا فإذا مر بالتسعة فرأوه قالوا لو كان أبناؤنا احياء كانوا مثل هذا فغضب التسعة على صالح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا تمسوها بسوء قال لا تعقروها * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وتنحتون الجبال بيوتا قال كانوا ينقبون في الجبال البيوت * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وعتوا عن أمر ربهم قال غلوا في الباطل وفى قوله فاخذتهم الرجفة قال الصيحة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله فأصبحوا في دارهم يعنى العسكر كله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله فأصبحوا في دارهم جاثمين قال ميتين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فأصبحوا في دارهم جاثمين قال ميتين * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن الحسن قال لما عقرت ثمود الناقة هب فصيلها حتى صعد تلا فقال يا رب أين أمي ثم رغا رغوة فنزلت الصيحة فأهدتهم * وأخرج أحمد في الزهد عن عمار قال إن قوم صالح سألوا الناقة فأوتوها فعقروها وان بني إسرائيل سألوا المائدة فنزلت فكفروا بها وان فتنتكم في الدينار والدرهم * وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال إن صالحا نجا هو والدين معه قال يا قوم ان هذه دار قد سخط الله عليها وعلى أهلها فأظعنوا ولحقوا بحرم الله وأمنه فأهلوا من ساعتهم بالحج وانطلقوا حتى وردوا مكة فلم يزالوا بها حتى ماتوا فتلك قبورهم في غربي الكعبة * قوله تعالى (ولوطا إذ قال لقومه) الآيات * أخرج ابن عساكر عن سليمان بن صرد قال أبو لوط هو عم إبراهيم * وأخرج
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست