الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ٨٨
الجنة بمغفرتي ورحمتي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وعلى الأعراف رجال قال الأعراف حائط بين الجنة والنار وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ولا سيئاتهم على حسناتهم فحبسوا هنالك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إن أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فوقفوا هنالك على السور فإذا رأوا أصحاب الجنة عرفوهم ببياض وجوههم وإذا رأوا أصحاب النار عرفوهم بسواد وجوههم ثم قال لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها ثم قال إن الله أدخل أصحاب الأعراف الجنة * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحرث بن نوفل قال أصحاب الأعراف أناس تستوى حسناتهم وسيئاتهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له الحياة تربته ورس وزعفران وحافتاه قصب من ذهب مكلل باللؤلؤ فيغتسلون منه فتبدو في نحورهم شامة بيضاء ثم يغتسلون ويزدادون بياضا ثم يقال لهم تمنوا ما شئتم فيتمنون ما شأوا فيقال لكم مثل ما تمنيتم سبعين مرة فأولئك مساكين الجنة * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال الأعراف السور الذي بين الجنة والنار وهو الحجاب وأصحاب الأعراف بذلك المكان فإذا أراد الله أن يعفو عنهم انطلق بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قصب الذهب مكلل باللؤلؤ تربته المسك فيكونون فيه ما شاء الله حتى تصفو ألوانهم ثم يخرجون في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها فيقول الله لهم سلوا فيسألون حتى تبلغ أمنيتهم ثم يقال لهم لكم ما سألتم ومثله سبعون ضعفا فيدخلون الجنة وفى نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ويسمون مساكين أهل الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد والخرائطي في مساوئ الأخلاق والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الرحمن المزني قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم قوم قتلوا في سبيل الله في معصية آبائهم فمنعهم من النار قتلهم في سبيل الله ومنعهم من الجنة معصية آبائهم * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم رجال قتلوا في سبيل الله وهم عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة ان يدخلوا النار ومنعتهم المعصية ان يدخلوا الجنة وهم على سور بين الجنة والنار حتى تذبل لحومهم وشحومهم حتى يفرغ الله من حساب الخلائق فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم تغمدهم منه برحمة فأدخلهم الجنة برحمته * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم قوم قتلوا في سبيل الله وهم لآبائهم عاصون فمنعوا الجنة بمعصيتهم آباءهم ومنعوا النار بقتلهم في سبيل الله * وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن مالك الهلالي عن أبيه قال قائل يا رسول الله ما أصحاب الأعراف قال هم قوم خرجوا في سبيل الله بغير اذن آبائهم فاستشهدوا فمنعتهم الشهادة ان يدخلوا النار ومنعتهم معصية آبائهم ان يدخلوا الجنة فهم آخر من يدخل الجنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أصحاب الأعراف قوم خرجوا غزاة في سبيل الله وآباؤهم وأمهاتهم ساخطون عليهم وخرجوا من عندهم بغير إذنهم فأوقفوا عن النار بشهادتهم وعن الجنة بمعصيتهم آباءهم * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه من طريق محمد بن المنكدر عن رجل من مزينة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أصحاب الأعراف فقال إنهم قوم خرجوا عصاة بغير اذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله * وأخرج البيهقي في البعث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب فسألناه عن ثوابهم فقال على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد فسألناه وما الأعراف قال حائط الجنة تجري فيه الانهار وتنبت فيه الأشجار والثمار * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الأضداد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن أبي مجلز قال الأعراف مكان مرتفع عليه رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة بسيماهم وأهل النار بسيماهم وهذا قبل ان يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ونادوا أصحاب الجنة قال أصحاب
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست