الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٠٢
ما أحصن أو رجل ارتد بعد اسلامه أو رجل عمل عمل قوم لوط * قوله تعالى (والى مدين أخاهم شعيبا) الآيات * أخرج ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر قال أخبرني عبيد الله بن زياد بن سمعان عن بعض من قرأ الكتب قال إن أهل التوراة يزعمون أن شعيبا اسمه في التوراة ميكائيل واسمه بالسريانية جزى بن بشخر وبالعبرانية شعيب بن شخر بن لاوي بن يعقوب عليه السلام * وأخرج ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر عن الشرقي ابن القطامي وكان نسابة عالما بالأنساب قال هو ثيروب بالعبرانية وشعيب بالعربية ابن عيفا بن يوبب بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يوبب بوزن جعفر أوله مثناة تحتية وبعد الواو وموحدتان * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال كان شعيب نبيا رسولا من بعد يوسف وكان من خبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره فكانوا مع ما كان فيهم من الشرك أهل بخس في مكايلهم وموازينهم مع كفرهم بربهم وتكذيبهم نبيهم وكانوا قوما طغاة بغاة يجلسون على الطريق فيبخسون الناس أموالهم حتى يشترونه وكان أول من سن ذلك هم وكانوا إذا دخل عليهم الغريب يأخذون دراهمه ويقولون دراهمك هذه زيوف فيقطعونها ثم يشترونها منه بالبخس يعنى بالنقصان فذلك قوله ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها وكانت بلادهم بلاد ميرة يمتار الناس منهم فكانوا يقعدون على الطريق فيصدون الناس عن شعيب يقولون لا تسمعوا منه فإنه كذاب يفتنكم فذلك قوله ولا تقعدوا بكل صراط توعدون الناس ان اتبعتم شعيبا فتنكم ثم انهم تواعدوه فقالوا يا شعيب لنخرجنك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا أي إلى دين آبائنا فقال عند ذلك ما أريد أن أخالفكم لي ما أنهاكم عنه ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وهو الذي يعصمني واليه أنيب يقول إليه ارجع ثم قال أولو كنا كارهين يقول إلى الرجعة إلى دينكم ان رجعنا إلى دينكم فقد افترينا على الله كذبا وما يكون لنا يقول وما ينبغي لنا أن نعود فيها بعد إذ نجانا الله منها الا أن يشاء الله ربنا فخاف العاقبة فرد المشيئة إلى الله تعالى فقال الا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شئ علما ما ندري ما سبق لنا عليه توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين يعنى الفاصلين قال ابن عباس كان حليما صادقا وقورا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا يقول ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما دعاهم إليه وفيما ردوا عليه وكذبوه وتواعدوه بالرجم والنفي من بلادهم وتواعد كبراؤهم ضعفائهم قالوا لئن اتبعتم شعيبا انكم إذا لخاسرون فلم ينته شعيب ان دعاهم فلما عتوا على الله أخذتهم الرجفة وذلك أن جبريل نزل فوقف عليهم فصاح صيحة رجفت منها الجبال والأرض فخرجت أرواحهم من أبدانهم فذلك قوله فاخذتهم الرجفة وذلك انهم حين سمعوا الصيحة قاموا قياما وفزعوا لها فرجفت بهم الأرض فرمتهم ميتين * وأخرج اسحق وابن عساكر عن عكرمة والسدي قالا ما بعث الله نبيا مرتين الا شعيبا مرة إلى مدين فاخذهم الله بالصيحة ومرة أخرى إلى أصحاب الأيكة فاخذهم الله بعذاب يوم الظلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تبخسوا الناس أشياءهم قال لا تظلموا الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة ولا تبخسوا الناس أشياءهم قال لا تظلموهم ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال كانوا يوعدون من أتى شعيبا وغشيه وأراد الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال كانوا يجلسون في الطريق فيخبرون من أتى عليهم ان شعيبا كذاب فلا يفتننكم عن دينكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تقعدوا بكل صراط قال طريق توعدون قال تخوفون الناس أن يأتوا شعيبا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وتبغونها عوجا قال تلتمسون لها الزيغ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال العاشر وتصدون عن سبيل الله قال تصدون عن الاسلام وتبغونها عوجا قال هلاكا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وتبغونها قال تبغون السبيل عوجا قال عن الحق * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال هم العشار * وأخرج ابن جرير عن أبي
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست