تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٩
وقوله تعالى: (ورضوان من الله)، الرضوان: مصدر من " رضي "، وفي الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن أهل الجنة، إذا استقروا فيها، وحصل لكل واحد منهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، قال الله لهم: أتريدون أن أعطيكم / ما هو أفضل من هذا؟ قالوا: يا ربنا، وأي شئ أفضل من هذا؟ فيقول الله سبحانه: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم أبدا "، هذا سياق الحديث، وقد يجيء مختلف الألفاظ، والمعنى قريب بعضه من بعض، قال الفخر: وذلك أن معرفة أهل الجنة، مع هذا النعيم المقيم بأنه تعالى راض عنهم، مثن عليهم - أزيد عليهم في إيجاب السرور. اه‍.
وباقي الآية بين، وقد تقدم في سورة البقرة بيانه.
وقوله تعالى: (الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا...) الآية: " الذين ": بدل من " الذين اتقوا "، وفسر سبحانه في هذه الآية أحوال المتقين الموعودين بالجنات، والصبر، في هذه الآية: معناه: على الطاعات، وعن المعاصي والشهوات، والصدق:
معناه: في الأقوال والأفعال، والقنوت: الطاعة والدعاء أيضا، وبكل ذلك يتصف المتقي، والإنفاق: معناه: في سبيل الله ومظان الأجر، والاستغفار: طلب المغفرة من الله سبحانه، وخص تعالى السحر، لما فيه من الفضل، حسبما ورد فيه من صحيح الأحاديث، كحديث النزول: " هل من داع، فأستجيب له، هل من مستغفر، فأغفر له "، إلى غير ذلك مما ورد في فضله.
قلت: تنبيه: قال القرطبي في " تذكرته "، وقد جاء حديث النزول مفسرا مبينا في ما خرجه النسائي عن أبي هريرة، وأبي سعيد، قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله (عز وجل) يمهل حتى يمضى شطر الليل الأول، ثم يأمر مناديا يقول: هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى "، صححه أبو محمد عبد الحق. اه‍.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة