تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٤٨
مكية وقيل مدنية وهي ست آيات بسم الله الرحمن الرحيم سورة الناس (1 6) (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس) يعني الشيطان يكون مصدرا وإسما قال الزجاج يعني الشيطان ذا الوسواس الخناس الرجاع وهو الشيطان جاثم على قلب الإنسان فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس قال الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس ويقال رأسه كرأس الحية واضع رأسه على ثمرة القلب يمينه ويحدثه فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر يرجع ويضع رأسه فذلك (الذي يوسوس في صدور الناس) بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع (من الجنة والناس) يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي ويوسوس الجني كما يوسوس الإنسي قاله الكلبي وقوله (في صدور الناس) أراد بالناس ما ذكر من بعد وهو الجنة والناس فسمى الجن ناسا كما سماهم رجالا فقال (وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث جاء قوم من الجن فوقعوا فقيل من أنتم قالوا أناس من الجن وهذا معنى قول الفراء قال بعضهم ثبت أن الوسواس للإنسان من الإنسان كالوسوسة للشيطان فجعل الوسواس من فعل الجنة ولاناس جميعا كما قال (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن) كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن والإنس جميعا أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جويرية عن بنان عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط (قل أعوذ برب الفلق) (وقل أوذ برب الناس) أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن
(٥٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 » »»