تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٤٤
ففتلت من الحديد فتلا محكما وروى الأعمش عن مجاهد من مسد أي من حديد والمسد الحديدة التي تكون في البكرة يقال لها المحور وقال الشعبي ومقاتل من ليف قال الضحاك وغيره في الدنيا من ليف وفي الآخرة من نار وذلك الليف هو الحبل الذي كانت تحتطب به فينما هي ذات يوم حاملة حزمة فأعيت فقعدت على حجر تستريح فأتاه ملك فجذبها من خلفها فأهلكها قال ابن زيد حبل من شجر ينبت باليمن يقال له مسد قال قتادة قلادة من ودع وقال الحسن كانت خرزات في عنقها وقال سعيد بن المسيب كانت لها قلادة في عنقها فاخرة فقالت لأنفقنها في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم سورة الإخلاص (1 4) مكية وهي أربع آيات بسم الله الرحمن الرحيم (قل هو الله أحد) روى أبو العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنسب لنا ربك فأنزل الله تعالى هذه السورة وروى أبو ظبيان وأبو صالح عن ابن عباس أن عامر بن الطفيل واربد بن ربيعة أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر إلام تدعونا يا محمد قال إلى الله قال صفه لنا أمن ذهب هو أم من فضة أم من حديد أم من خشب فنزلت هذه السورة فأهلك الله أربد بالصاعقة وأمر بن الطفيل بالطاعون ذكرناه في سورة الرعد وقال الضحاك وقتادة ومقاتل جاء ناس من أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا صف لنا ربك يا محمد لعلنا نؤمن بك فإن الله أنزل نعته في التوراة فأخبرنا من أي شيء هو وهل يأكل ويشرب ومن يرث السماء ومن يرث الأرض فأنزل الله هذه السورة (قل هو الله أحد) أي واحد ولا فرق بين الواحد والأحد يدل عليه قراءة ابن مسعود قل هو الله الواحد (الله الصمد) قال ابن عباس ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير الصمد الذي لا جوف له قال الشعبي الذي لا يأكل ولا يشرب وقيل تفسيره ما بعده روى أبو العالية عن أبي بن كعب قال الصمد الذي لم يلد ولم يولد لأن من يولد سيموت ومن يرث يورث منه قال أبو وائل شقيق بن سلمة هو السيد الذي قد انتهى سؤدده وهو رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال هو السيد الذي قد كمل في جميع أنواع السؤدد وعن سعيد بن جبير أيضا هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله وقيل
(٥٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 » »»