تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٨
من الذرة (والبيرا) من الحنطة، وأنا أنهاكم عن كل مسكر).
وقال أبو عبيدة: السكر: الطعم، يقال: هذا سكر لك، أي طعم لك.
وأنشد:
جعلت عيب الأكرمين سكرا " * (إن في ذلك لآية لقوم يعقلون وأوحى ربك إلى النحل) *) أي ألقى (على مسامعها) أو قذف في أنفسها ففهمته، والنحل: زنابير العسل، واحدها نحلة " * (أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) *) يبنون، وقال ابن زيد: هو الكرم.
" * (ثم كلي من كل الثمرات) *) ليس معنى الكل العموم وهو كقوله: " * (وأوتيت من كل شيء) *) وقوله: " * (تدمر كل شيء بأمر ربها) *).
" * (فاسلكي سبل ربك) *) فأدخلي طرق ربك " * (ذللا) *).
قال بعضهم: الذلل يعني الطرق، ويقول هي مذللة للنحل.
قال مجاهد: (لا يتوعر عليها مكان سلكته).
قال آخرون: الذلل نعت (النحل).
قال قتادة وغيره: يعني مطيعة منقادة.
" * (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه) *) أبيض وأحمر وأصفر " * (فيه شفاء للناس) *).
يروى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي يشتكي بطنه، فقال: (اسقه عسلا) فذهب ثم رجع فقال: سقيته فلم يغن عنه شيئا. فقال عليه الصلاة والسلام: (إذهب واسقه عسلا فقد صدق الله وكذب بطن أخيك) فسقاه فكأنما نشط من عقال، (رواه) عطية عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»