تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٣١
فقيل: لكل من أسرع في الخدمة والعمل: حفدة، واحدهم حافد، ومنه يقال في دعاء الوتر: إليك نسعى ونحفد، أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
وأنشد ابن جرير (للراعي):
كلفت مجهولها نوقا يمانية إذا الحداة على أكسائها حفدوا " * (ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون) *).
قال ابن عباس: بالأصنام.
" * (وبنعمة الله هم يكفرون) *) يعني التوحيد الباطل فالشيطان أمرهم بنحر البحيرة والسائبة والوصيلة والحام " * (وبنعمة الله) *) بما أحل الله لهم " * (هم يكفرون) *) يجحدون تحليله.
" * (ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات) *) يعني المطر " * (والأرض) *) يعني النبات.
" * (شيئا) *)، قال الأخفش: هو بدل من الرزق وهو في معنى: ما لا يملكون من الرزق شيئا قليلا ولا كثيرا.
قال الفراء: نصب (شيئا) بوقوع الرزق عليه. كما قال سبحانه: " * (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا) *) أي يكفت الأحياء والأموات. ومثله قوله تعالى: * (أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة) * * (ولا يستطيعون) *) ولا يقدرون على شيء، " * (فلا تضربوا لله الأمثال) *) يعني الأشباه والأشكال فيشبهوه بخلقه ويجعلون له شريكا فإنه واحد لا مثيل له " * (إن الله يعلم) *) خطأ ما يضربون له من الأمثال " * (وأنتم لا تعلمون) *) صواب ذلك من خطأه.
(* (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شىء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * وضرب الله مثلا رجلين أحدهمآ أبكم لا يقدر على شىء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم * ولله غيب السماوات والارض ومآ أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شىء قدير * والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون) *
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»