تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٠٩
مقاتل والبراء: أحاط بالناس يعني أهل مكة أي أنها ستفتح لك.
" * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) *).
قال قوم: هي رؤيا عين وهو ما أرى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من العجائب والآيات فكان ذلك فتنة للناس، فقوم أنكروا وكذبوا، وقوم ارتدوا، وقوم صدقوا، والعرب تقول: (رأيت بعيني) رؤية ورؤيا وعلى هذا يحمل حديث معاوية أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت رؤيا من الله صادقة أي (رؤيا عيان) أرى الله نبيه صلى الله عليه وسلم وماذكرنا من تأويل الآية، قول سعيد بن جبير والحسن ومسروق وأبي مالك وقتادة ومجاهد والضحاك وابن زيد وابن جريج وعطية وعكرمة وعطية عن ابن عباس.
وقال آخرون: هي ما أرى الله نبيه صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بروحه دون بدنه فلما قصها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه (........) من أصحاب المسلمين وطعن فيها ناس من المنافقين. وهو ما روى جرير بن حازم عن أبي رجاء العطاردي، يحدث عن سمرة بن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة أستقبل الناس (بوجهه) فقال: (هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا)؟ فإن كان أحدا رأي تلك الليلة رؤيا قصها عليه فيقول فيها ما شاء الله أن يقول فسألنا يوما. فقال: (هل رأى منكم أحد الليلة رؤيا)، قلنا: لا، قال: (لكني أتاني الليلة آيتان فقالا لي: انطلق فإنطلقت معهما فأخرجاني إلى أرض مستوية فإذا رجل مستلقي على قفاه ورجل قائم بيده صخرة فشدخ بها رأسه (فيتبع) الحجر فإذا ذهب يأخذه عاد رأسه كما كان فهو يصنع به مثل ذلك، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه يرمش عينه، فإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد فإذا هو يأخذ أحد شقي وجهه فيشر شر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك فما يفرغ من ذلك حتى يصبح ذلك الجانب كما كان ثم يعود إليه، فقلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق فانطلقت معهما فأتيا على بيت مبني مثل بناء التنور أعلاه ضيق (وأسفله واسع) يوقد فيه النار فأطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب من أسفل (ضجوا)، قلت لهما: ما هؤلاء؟
قالا لي: انطلق فانطلقنا فأتينا على نهر من دم أحمر وإذا في البحر سابح يسبح فإذا على شاطىء النهر رجل عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فيذهب فيسبح مايسبح ثم يرجع إليه كما رجع إليه فيفغر له فاه فألقمه حجرا قال: فقلت ما هذا؟ قالا: انطلق فإنطلقت فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما رأيت
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»