تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١١٢
فقال أبو جهل: يا جارية زقمينا فأتته بالزبد والتمر، فقال: يزعموا يا قوم فإن هذا ما يخوفكم به محمد والله ما يعلم الزقوم إلا الزبد والتمر، فأنزل الله تعالى " * (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) *) ووصفها في الصافات فقال: " * (إنها شجرة تخرج من أصل الجحيم) *) أي خلقت من النار وحذيت بها وأنزل الله " * (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا) *).
وروى ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن مولى لبني هاشم حدثه إن عبد الله بن الحرث ابن نوفل (أرسل) إلى ابن عباس: نحن الشجرة الملعونة في القرآن؟ قال: فقال: الشجرة الملعونة هي هذه الشجرة التي تلتوي على الشجر يعني الكشوث.
" * (فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا) *) يعني من طين.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رب العزة إبليس فأخذ كفا من أديم الأرض من عذبها وملحها فخلق منه آدم فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى السعادة وإن كان ابن كافرين، وكل شيء خلقه من ملحها فهو صائر إلى الشقاوة وإن كان ابن نبيين.
قال: ومن ثم قال إبليس: أأسجد لمن خلقت طينا أي هذه الطينة أنا جئت بها، ومن ثم سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض.
" * (قال) *) إبليس " * (أرأيتك هذا الذي كرمت علي) *) أي فضلته " * (لئن أخرتني إلى يوم القيامة) *) وأمهلتني " * (لأحتنكن ذريته) *) أي لأستولين على أولاده ولأحتوينهم ولأستأصلنهم بالاضلال ولأجتاحنهم.
يقال: (إحتنك) فلان ما عند فلان من علم أو كمال مما استقصاه وأخذه كله، واحتنك الجراد الزرع إذا أكله كله.
قال الشاعر:
أشكوا إليك سنة قد أجحفت وأحنكت أموالنا واجتلفت ويقال: هو من قول العرب حنك الدابة يحنكها إذا شد في حنكها الأسفل حبلا يقودها به حتى يثبت.
" * (إلا قليلا) *) يعني المعصومين الذين إستثناهم الله في قوله " * (إن عبادي ليس لكم عليهم
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»